ذلت له أسد الوغى من حمير ... مذ أيقنت منه بموت أحمر
حتى إذا ما أذنوا بقدومه ... هبط الإمام وكان فوق المنبر
وتسابقوا طوعاً له في مشهد ... والكل بين مهلل ومكبر
سجدوا وقد نظروه شكراً للذي ... خلق العباد وخاب من لم يشكر
معنى البيت الأول تافه. وفيه جناس بين (حمير) و (أحمر). وفي البيت الثاني تلاعب بالألفاظ. فأذنوا بمعنى أخبروا. وتكون من أذان المؤذن. والإمام هو إمام اليمن. وقد يكون بمعنى الشخص الذي يؤم الناس في صلاة. والمنبر بمعنى العرش. ويكون بمعنى الكرسي المرتفع الذي يخطب عليه الإمام في المسجد. والمعنى في حد ذاته تافه وهو أنهم ذلوا وخضعوا. ولكن الساعاتي أتى به في صورة رائعة. وأراد أن يقول في البيتين الأخيرين إن الأعداء قدموا طاعتهم فأسبغ على هذا المعنى ثوبا دينيا جمع بين التكبير والتهليل، والسجود والشكر لله وقال.
كاد ابن يحيى أن يموت لرعبه ... لولا تبسمه وحسن المنظر
وابن يحيى هو إمام اليمن ... ولم يوفق الشاعر في عجز
البيت إلى الجودة في التعبير عما يريد.
وقال:
أم الحديدة آملاً لما رأى ... غوث اللهيف بها وكهف المعسر
جاء الحمى فروى بفضل وانثنى ... يروي الحديث عن الربيع وجعفر
رويت بجدوى آل محسن أرضهم ... حتى اكتسبت زهوا بثوب أخضر
لله قوم لم يول من دأبهم ... خوض البحار وكل بر مقفر
وليس في هذه الأبيات من المعاني سوى مدح آل محسن (آل عون) بالجود والبأس. وفي البيت الثاني جناس بين (روى) بمعنى سقى، و (روى) بمعنى أخبر. وقد بالغ كثيراً في قوله (خوض البحار. . .) فأوهم السامع أن الممدوحين يملكون الأساطيل القوية التي يجوبون بها البحار والمحيطات شرقاً وغرباً. والحقيقة أنهم نقلوا قليلاً من الجنود على ظهر بعض السفن. وفي قوله (حتى اكتست زهواً بثوب أخضر) معنى تداوله كثير من الشعراء. وقال: