للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حرثت ربي نجد حوافر خيلهم ... قدماً وكم زرعوا بها من سمهري

وسقوا الرياض بجودهم فتزاهرت ... وغدت بغير مديحهم لم تثمر

كرر في هذه البيتين بعض المعاني التي سبق أن مدحهم بها. وقد شعر بإفلاسه فلجأ كعادته وكعادة غيره من الشعراء المفلسين إلى التلاعب بالألفاظ. فترى طباقا بين (حرث) و (زرع) وتورية في (الرياض) فهي عاصمة نجد، وقد تكون بمعنى الحدائق والبساتين. ولم تخل جعبة الشاعر من المعاني فقط، بل خلت من الصور كذلك.

فقال في الأبيات السابقة

رويت بجدوى آل محسن أرضهم ... حتى اكتست زهوا بثوب أخضر

وقال في هذه الأبيات

وسقوا الرياض بجودهم فتزاهرت. . . الخ فلم يجد أمامه غير صورة واحدة هي السقي والزرع وقال

آلت رماحهم وقد خاضوا الوغى ... إن لم ترد صدر العدى لم تصدر

وسيوفهم رأت القراب محرماً ... إلا الرقاب ورأس كل غنضفر

فسلوا الممالك عن نداه فأخبروا ... في أي قطر جوده لم يقطر

وليس في هذه الأبيات شيء جديد. بل هي تكرار لما سبق من مدحهم بالبأس والجود. وفيها طباق بين (ترد) و (تصدر) وجناس بين (صدر) بسكون الدال وبين (صدر) بفتحها. وبين (قطر) بسكون الطاء و (قطر) بفتحها وقال

ما روضة ماست حدائق زهرها ... طربا ونبهتها بالربيع المزهر

غنى الحمام على قدود غصونها ... سحرا فأغنى عن سماع المزهر

يوماً بأحسن من مديح صغته ... فيهم بنظم قلائد لم تنثر

وهنا تكرار لصورة الساقي والزرع. وفيها جناس بين (غنى) و (أغنى) وطباق بين (نظم) و (نثر) وقد تجلت براعة الشاعر في الانتقال من المدح إلى الفخر بشعره. فبعد أن أشاد بجود آل عون وصور الأقاليم التي غزوها وقد أصبحت جنة تجري من تحتها الأنهار، رجع فذكر أن مدحه يفوق تلك الجنة.

قال:

<<  <  ج:
ص:  >  >>