للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فإذا شدت ورقى الحمى ناديتها ... يا ورق في ورق الغصون تستري

وإذا رأيت الجو مني قد خلا ... وهممت بالترحال بيضي وأصفري

إني لقاموس العروض ونظمه ... أروى الفرائد عن صحاح الجوهري

لا تعدلوا في الشعر كل معمم ... كالثور ذي القرنين بالإسكندر

ما كل من يملي القصيدة ناظم ... قد ينتمي للشعر من لم يشعر

لو كان فيهم شاعر لوقفت في ... ديوانه أدبا ولم أتكبر

لكنهم جهلوا به ثم ادعوا ... ما قصرت عنه شيوخ زمخشر

في هذه الأبيات قدم الساعاتي نفسه على من حوله من الشعراء ورفع منزلته في الشعر على منزلتهم. وأطال وأطنب وناقش وجادل دفاعاً عن هذه القضية. وقد أسرف في الزراية بشعراء الحجاز وبالغ في تحقيرهم. فشبههم بالثيران وشبه نفسه بالاسكندر. وأشار إلى الفرق العظيم بين الثور ذي القرنين واسكندر ذي القرنين. وقال لو أنه وجد فيهم شاعراً يستحق هذا الاسم لأكرمه وعظمه وأحله المنزلة اللائقة به ولكن هؤلاء الشعراء الذين يناصبونه يجهلون الشعر كل الجهل. ومع هذا فهم مدعون ينسبون لأنفسهم ما قصر عنه شيوخ البلاغة.

وقال:

حجوا ولكن بيت كل قصيدة ... وسعوا ولكن في استراق منكر

وقد اتهمهم في هذا البيت بالسرقة من شعره والسطو على نظمه. وأسبغ على هذا جوا دينيا كما هي عادته في كثير من أبيات هذه القصيدة فذكر الحج والسعي. وعظم من شأن قصائده فجعل كل بيت منها كعبة لهؤلاء الشعراء يحجون إليه، ويسعون حوله لسرقة ما فيه من المعاني.

وقال:

وحبوتموهم لا لشائب غفلة ... لكن لحلمكم وطيب العنصر

يا آل محسن لم يزل إحسانكم ... يدع الدنيء على حماكم يجتري

وفي هذين البيتين استطراد لحملته العنيفة على هؤلاء الشعراء وتحريض عليهم. وقد أجاد هذا التحريض. فلم يجعل إحسان آل عون إلى هؤلاء الشعراء من باب الغفلة وعدم الفهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>