عليك لواء الحمد ظل مظللاً ... علاء من النصر العزيز لواء
لأنك أولى الناس بالمجد والعلا ... كما لك بالفضل العميم ولاء
والبيتان ضعيفا المعنى والعبارة. فأثقل بقوله (ظلاً مظللا) وبدأ البيت الثاني بقوله (لأنك) وفي ذلك ضعف. وكذلك قوله (كمالك) فإنه من سقيم التراكيب الشعرية. وقوله (لأنك أولى الناس بالمجد والعلا) كلام خلو من المعاني. وقد أحس الرجل بضعفه في المدح فانتقل منه إلى التحدث عن مصر وخيراتها ونعيمها. فقال:
لك الملك فاحكم كيف شئت على الثرى ... فما الأرض إلا مصر وهي ثراء
مبوأ صدق وهي أنضر ربوة ... مقام كريم حله كرماء
وذات قرار وهي خير مدينة ... وملك عظيم أهله عظماء
والمعنى ضعيف إلى أبعد حد. ويتجلى هذا الضعف في قوله (مقام كريم حله كرماء) وقوله (ملك عظيم أهله عظماء) فهما خلوان من المعنى خلوا تاما. وقال:
على أنها من جنة الخلد غيضة=رياض بها عين وأنت ضياء
وصدر البيت جيد المعنى. وعجزه تافه. والقصيدة كلها ثلاثون بيتاً. ومع أنه نظمها في مدح إسماعيل إلا أنه استغرق أكثر من نصفها للتحدث عن مصر وأرضها وسمائها ورياضها وحقولها وليس ببعيد أن يكون هذا من أثر الأعوام التي قضاها الساعاتي في صحراء العرب. فوازن بين تلك القفار وبين مصر. فوجد أن مصر هي أم الدنيا وهي قطعة من الجنة وجزء من الفردوس.
وقال:
فأبصرت فردوساً تدانت قطوفها ... وللنيل فيها كوثر وشفاء
ومصر هي الدنيا جميعاً وربها ... عزيز وأهلوها هم النجباء
لقد جمعت ما بين شرق ومغرب ... كذلك بالفرقان جاء ثناء
خزائن أرض الله مصر وكم أتى ... حديث روته السادة القدماء
لقد صير الباري ثراها وأهلها ... وروى رباها كيف شاء وشاءوا
وهكذا وصف الشاعر مصر. ومع أنه أسهب وأطال في التنويه بمصر إلا أنه كرر المعاني وردد الصور. فالصورة واحدة في قوله (على أنها من جنة الخلد غيضة) وقوله (فأبصرت