الساخرة مكانة أيضاً، ولكن معظمها سياسي، ويرمي إلى بث دعوة معينة. أما قصص المغامرات الشائقة والحب والبطولة فقد ظهرت حديثاً ولم تتقدم إلا في القرن التاسع عشر؛ ومنها آثار خطيرة فياضة بالمخاطرات والعجائب.
وقد كان هذا التراث كله مغموراً حتى هذا العصر، ولكن الجيل الفتى يقبل عليه اليوم ويستكشفه، ويتذوق ما فيه من كنوز الطرافة والخيال والجمال. بل لقد أنشئت في الجامعات الصينية دراسات للقصص القديم، وهو ما لم يكن يتصور منذ خمسين عاماً.
أزمة الأدب
يظهر أن أزمة القراءة والكتب أخذت تشغل الأذهان في جميع الأمم المتمدنة؛ فقد ضعفت حركة القراءة وركدت ريح الأدب والكتب في الأعوام الأخيرة بدرجة محسوسة. وكان للراديو والسينما أثر كبير في ذلك التطور. وقد رأت الحكومة الإيطالية أن تعالج هذه الأزمة بالدعوى إلى القراءة عن طريق الراديو وإثارة الاهتمام بالآداب الإيطالية القديمة. ونشرت إحدى الصحف الأدبية الفرنسية فصلاً في ذلك الموضوع نوهت فيه بانحلال الذوق الأدبي، وانشغال الهيئات العلمية والأدبية بتنظيم الحفلات وتوزيع الجوائز، وإغفال الحكومة لكل ما يذكى شغف القراءة ويصقل الذوق الأدبي، حتى إنها لم تفكر يوماً في أن تنشى (وزارة للآداب) تقوم بالإشراف على الحركة العقلية، مع أنها تقوم بالإشراف على إدارة الشرطة وإدارة الجمارك. وتخلى الحكومة عن هذه المهمة يحول دون القيام بأي حركة منظمة لتوجيه الحركة الأدبية، وإحياء الذوق الأدبي بعد أن تولاه الذبول والضعف. ويرى الكاتب أن تنظيم المكتبة من أنجع الوسائل لمعالجة هذا المشكل، ويقترح ان تعنى إدارة معرض باريس الكبير الذي سيقام في سنة ١٩٣٧، بإنشاء مكتبة نموذجية يكون فيها من الطرافة وحسن الابتكار والتنسيق ما يذكى شغف القراءة ويبعث إلى الذوق الأدبي حياة جديدة.
حرارة الأزهار
نذكر أن العلامة الهندي جاجاديس بوز صاحب نظرية (حس النبات) زار القاهرة منذ بضعة أعوام، وعرض تجاربه العلمية النباتية على جمهرة العلماء والمثقفين؛ ورأى النظارة