الذين شهدوا تجاربه كيف يرتجف النبات ويتأثر بمختلف العوامل، والآن يتقدم العلامة الفرنسي، بلار نجم، الذي قضى حياته في دراسة خواص النبات إلى أكاديمية العلوم الفرنسية بنتيجة مباحثه عن (حرارة الأزهار).
ويرى العلامة بلارنجم ان الأزهار كالإنسان والحيوان، يمكن ان تصاب بالحمى، وان حرارتها تختلف باختلاف درجة نموها وباختلاف الوقت. فمثلا يبدي معظم الأزهار حرارة اعلى من حرارة محيطها ببضع درجات، وتبلغ بعض الأزهار أقصى درجة حرارتها بين الساعة العاشرة والظهر. ولبعض الأزهار مثل النرجس واليقطين والهندباء أوقات تصاب فيها بالحمى، ويلاحظ مسيو بلارنجم أيضاً، أن الأزهار المذكورة في النباتات المزدوجة، أي التي تحمل أزهارها المذكرة وأزهارها المؤنثة كل على أعواد مختلفة، وفي النباتات الفردة، أي التي تحمل أزهارها مختلطة على نفس العود اكثر حرارة من الأزهار المؤنثة في نفس الشجرة. وهنالك أيضاً تختلف درجة الحرارة فيها باختلاف مواضعها؛ وغير ذلك من المشاهدات والحقائق المدهشة.
فلوبير والمسرح
لما وضع القصصي الفرنسي الكبير فلوبير قصته الشهيرة (مدام بوفاري) فكر أحد كتاب المسرح في اقتباسها وتقديمها للتمثيل، ونفذ فكرته بالفعل، وقدم الرواية إلى المسرح، وأرسل إلى فلوبير يستأذنه، فأبى بشدة أن يأذن له، وكان فلوبير قد عاف المسرح وحقد عليه، مذ فشلت قصته (الطالب) حين مثلت لأول مرة. واستمر فلوبير يعارض كل اقتراح بتمثيل (مدام بوفاري) حتى وفاته.
ولكن حدث بعد وفاته، أن ابنة أخيه ووارثته مدام جرول صرحت لأحد كتاب المسرح باقتباس بعض المناظر من مدام بوفاري لكي تمثل على المسرح، وكان ذلك سنة ١٩٠٦. ولكن القطعة لم تشتهر يومئذ، ولم تلق نجاحا يلفت الأنظار.
ومنذ أشهر قلائل عادت (مدام بوفاري) تلفت أقطاب السينما، وانتهى الأمر باقتباسها للشاشة البيضاء، وتلحينها للسينما الناطقة. ولن تمضي اشهر أخرى حتى يستطيع المعجبون بأدب فلوبير يشهدوا اعظم قصصه، وقد أخرجت في ثوب مسرحي بعد كتابتها نحو تسعين عاماً.
ويقال أيضاً إن قصة فلوبير التاريخية (سلامبو) ستظهر قريباً على المسرح السينمائي، وان