فالإنسان قد ينتقل إلى أي جهة من بقاع الأرض ولكنه يحمل دائماً روح وعادات وطنه.
ويرجع تاريخ الإنتاج السينمائي في مصر إلى نحو عشرين سنة ولنا الآن بضع مئات من الأفلام من إنتاج المصريين فيمكننا تحليل هذا الإنتاج على ضوء هذه الأفلام وما هو المشترك الأعظم الذي يدلنا على وجود السينما المصرية. إننا نحس في الأفلام الأخرى بسهولة الروح الفرنسية أو العادات الإنكليزية والرقة الإيطالية أو الطبائع الروسية أو البذخ الأميركي أو الفطرة الهندية فماذا نشعر به بعدما نشاهد فلما مصريا؟
في الحقيقة لا القصة ولا المناظر ولا تعبيرات الممثلين توحي بوجود فن سينمائي مستقل في مصر فلماذا ذلك، لأن المخرجين في مصر وهم الذين يختارون موضوع الفلم يتخيرون دائما القصص من الأدب الأجنبي أو المسرح الفرنسي أو مختلف الأفلام السينمائية الناجحة.
ويظهر أن (الحياء) هو الذي يمنع مخرجي مصر من إظهار عادات وحوادث مصر والمسائل التي تشغل الحياة الاجتماعية وأن السينما المصرية لا تكسب شيئاً من تمصير قصص بعض الأفلام الأجنبية (عندما يسقط الجسد) و (غادة الكامليا) و (عودة الأسير) و (روميو وجولييت) و (البؤساء) وغيرها وغيرها.
هذا بالنسبة إلى القصص المقتبسة أو الممصرة، أما بالنسبة إلى فن الإخراج فإنه لاشك قد تطور في ظرف العشرين سنة الماضية ولكن من الصعب أن نجد فناناً يرضى عن هذا التطور لأن من النادر جداً وجود أي فلم مصري يمكن مقارنته بفيلم أجنبي ولا نكون مغالين إذا اتهمنا الأكثرية من مخرجي مصر بالتهاون والإهمال في تحضير إخراج أفلامهم.
توجد عند المصريين عادة سيئة تقضي بأن المخرج وهو الحاكم بأمره في الأستوديو يرتب المناظر الفنية بل ويغير في السيناريو في اللحظة الأخيرة، وقبل بدء التصوير بدقائق، صحيح أن بعض المناظر يمكن إعدادها إعداد تاماً قبل بدء تصوير الفيلم بمدة كافية. أن كلمة (التقطيع) لها معنى واحد في جميع استوديوهات العالم إلا عند المصريين وجميع المخرجين في الخارج عندهم طريقة تخالف طريقة المخرجين المصريين.
يجب أن نتعلم فن الإخراج دراسة يصحبها جهد وتعب ويجب أن نفهم أنه إذا كنا نريد أن