للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تصخب في حياة دافقة حلوة. أرأيت إلى عصفور يفقر ذات صباح على أشجار الورد؟ لقد كانت هي أيها الصديق. .

ورمقتها. . ولأمر ما لم أستطيع أن أطرق، لا ولا أفسح لها السبيل فالتقي ذراعي ذراعها. . في لمسة ناعمة هادئة، وأردت أن أعتذر فهزت رأسها في وداعة وانفلتت كما تنفلت نسمة بين الزهور وخلفت وراءها سحبة عاطرة.

وماذا تتوقع مني بعد ذلك أيها الصديق وأنت تعرفني كل المعرفة؟ لقد فكرت فيها الكفاية. . وحين عدت إلى جنتي خيل إلى أني أشم فيها عطرها. وضج قلبي، وحاولت أن أمسك به. لقد كان يسوقني إلى ما يجب في إصرار عجيب. وأحسست وأنا واقف بنافذتي بصاحبة الدار تحمل الغداء، وتوقعت منها أن تقول طعامك. أيها السيد! ولكنها لم تفعل واكتفيت نحوها ثم. . ثم خنقت آهة كادت تثب من حلقي في دهشة وتمرد. أتدري لماذا لقد كانت (هي) يا صديقي. ولم تكن المرأة الصموت الصارمة.

اشتعلت أعماقي. . ومات الكلام على شفتي، واكتفيت بالتطلع إليها. ويبدو أن منظري كان مثيراً، فقد انطلقت تضحك. فسمعت موسيقى يرقص في أصدائها شباب مندفع يقظ. .

وفي جهد انتزعت صوتي، فإذا به همهمة بغيضة قلت لها (أنت؟) فأجابت وفي صوتها رنين أنوثة بكر: طبعا أنا. وعدت أسألها حالماً أو كالحالم: ومن تكونين؟ فأجابت في تردد مستطيل: أنا. أنا ابنة صاحب الفندق. ودفعت بأناملها شعرها ثم أدارت طهرها وانصرفت خفيفة كما أقبلت.

أتحسب أنى اعرف ماذا أكلت؟ كلا والله يا صاحبي. . فما كنت بحاجة إلى ذلك وقد تشبثت هي بخيالي وصدري لا تريد أن تبرحهما. على أنها حين عادت لترفع مائدتي الصغيرة خيل إلي أني أمير أسطورة من أساطير ألف ليلة وليلة وإلا بربك ماذا كنت أصور لنفسي وأمامي أنثى فاتنة تقوم على خدمتي؟

أين كانت هذه الحورية. ولماذا أتت؟ أكانت الأيام تدخرها لي لتضاعف من هناءتي؟ لعلها كانت في سفر. أو لعلها هبطت من السماء، فمن يدري. غير أنها كانت على أي حال ابنة صاحب الفندق. وقد أصبحت فإذا يحتويها مسكن يحتويني، فلا تسل كم وضعت من الخطط، وكم من المشرعات قتلته بحثا!!

<<  <  ج:
ص:  >  >>