موفقاً فيما نظم من قصيدة. أليس هو النهج الذي رسمه عبد العزيز الجرجاني للشاعر وأوصاه بالتزامه ليسلم من الزلل فقال (ولا أمرك بإجراء أنواع الشعر كله مجرى واحداً ولا أن تذهب بجميعه مذهب بعضه بل أرى أن تقسم الألفاظ على رتب المعاني، فلا يكون غزلك كافتخارك، ولا مديحك كوعيدك، ولا هجاؤك كاستبكائك ولا هزلك بمنزلة جدك. . .
بل ترتب كلامك مرتبته وتوفيه حقه، فتلطف إذا تغزلت، وتفخم إذا افتخرت، وتتصرف للمديح تصرف مواقعه، فإن المدح بالشجاعة والبأس يتميز عن المدح باللباقة والظرف؛ ووصف الحرب والسلاح ليس كوصف المجلس والمدام؛ فلكل واحد من الأمرين نهج هو أملك به طريق لا يشاركه الآخر فيه).