فعلي طه إنسان عالمي، وسيظل شراعه الرمزي جائباً الآفاق إلى ما شاء الله.
وألقى الأستاذ عدلي الصيرفي كلمة سعادة عبد السلام فهمي جمعة باشا رئيس مجلس النواب، وقد عبر فيها عن شعوره نحو صديقه الشاعر وألمه لفقده.
وقام الأستاذ محمد سعيد العريان فألقى كلمة معالي الدكتور طه حسين بك وزير المعارف، قال فيها: آسف كل الأسف لأن الظروف لم تتح لي أن أشهد اجتماعكم وأن أعرب عن حبي وإعجابي بالشاعر العظيم، وعن حزني وحزن الذين يتذوقون الأدب ويكلفون بالشعر الرفيع على فقده. وهي كلمة قصيرة تشبه الاعتذار بالبرقيات السخية. وقد كنا نود أن نسمع كلمة فياضة في علي طه من طه حسين عميد الأدباء ولكنا لم نظفر إلا بهذا الاعتذار العاجل والتقدير المجمل من معالي الوزير. . ونحن نكبر عميدنا أن نخليه من العتاب في هذا الموقف لعدم أداء ما كان يقتضيه. .
وتحدث أحمد حسن الزيات فتمثل في حديثه وفاء الصديق وجمال البيان مع وضوح الصورة التي رسمها الشاعر في عبارات موجزة موفية. وترى كلمة الأستاذ قي صدر هذا العدد من (الرسالة).
وكان ختام النثر كلمة حبيب الزحلاوي، قال: إن فقيدنا كان له إلى أحبابه المعجبين بشعره أحباب الخصوم، وإنه - الزحلاوي - كان من الفئة الثانية عذ خاصمه خصومة أدبية خلت من الشوائب. وليسمح لي الأستاذ الزحلاوي. وقد أشاد بالخصومة الأدبية وأثرها الطيب في الصداقة، أن (أخاصمه) في بعض ما جاء بكلمته من قوله الشاعر (أحببته في خلائقه وسجاياه في مرحه وبوهيميته. .) فالكلمة الأخيرة ذات ظلال غير لائقة بالمقام.
وقد جنح الأستاذ إلى القضايا بالعقلية أكثر مما عني بأن يندي كلامه بماء العاطفة. فجاءت كلمته غير خطابية. .
أما الشعر فقد ألقى منه ثماني قصائد للأستاذ محمد عبد الغني حسن وعلى الفلال ومحمد مصطفى حمام والسعيد يوسف والدكتور عزيز فهمي المحامي ومحمد فهمي عبد الغني سلامة والدكتور سعيد أبو بكر. وقد دل الشعراء في مجموعهم - لا جميعهم - على أن مكان الشاعر المحتفل بتأبينه لا يزال شاغراً. . فقد كان أكثر ما أنشدوا من الشعر الوسط وما دونه. .