أما قصيدة الأستاذ عبد الغني حسن فهي جيدة، منها قوله:
يا أيها الملاح ما لك لم تعد ... الشاطئ المهجور بعدك مظلم
وقف الندامى فيه لم تهتف بهم ... شفة ولم يضحك بسامرهم فم
يترقبون هناك عودة شاعر ... قد لفه البحر الخضم الأعظم
وضعوا الأكف على العيون ليرقبوا ... وتنظروك على الرمال وخيموا
لكنما طال المدى بوقوفهم ... فاستوحشوا من بأسهم واستسلموا
قل للرفاق الحالين تيقظوا ... ودعوا الأماني الكواذب عنكموا
حلم من الأحلام عودة ذاهب ... لاتحلموا بمجيئه لا تحلموا
وكذلك كانت قصيدة الفلال، ومنها قوله:
على حسبك والذكرى مبرحة ... أني عجزت وعجزي فيك إكبار
يا فارس الشعر والجندول آتية ... وجرسها في مغاني الشرق سيار
ومالئ النيل آيات مخلدة ... كيف احتوتك ببطن الترب أشبار
ومنها:
يا ملهم الطير حلو السجع كيف ترى ... من بعد فقدك تحبي السجع أطيار
شبا يراعك كم في الطرس أطربها ... كأنه من فم القمري منقار
وإن كان لا يعجبني التشبه في البيت الخير، فالشاعر حقاً يكتب بشبا يراعه ولكن القمري.؟
على هامش الرحلة
ركبنا بعد انتهاء حفلة التأبين ودفعنا إلى قصر الأستاذ عميد الرسالة بضيعته القريبة من مدينة المنصورة. وان علينا في أول المر وجوم من ذكرى الفقيد الذي رحلنا للمشاركة في تأبينه ولكن كان معنا الأستاذ محمد مصطفى حمام. . . وكيف يكون معنا حمام ولا يتبدل هذا الحال؟ هذا الأستاذ الزيات الذي كان يغالب دموعه وهو يلقي كلمته في الحفل لم يلبث أمام غزوة حمام الفكاهية ان استسلم ونشط للإيناس، وزادت بشاشته إذ حللنا.
جعل حمام يحدثنا حديثاً عجباً من كل لون! ولكنه أفاض في الرواية عن جماعة من الظرفاء تميزوا بطابع خاص أو كان لكل منهم طابعه الخاص، ولكنهم يجتمعون في صفة مشتركة هي غزو مجالس الكبراء وكسب مودة هؤلاء وعطفهم ورفدهم بما يأتون من الملح