أتى ببطيخة! وأنت من وراء ذلك كله تنظر مغتبطاً، ثم تصيح: هاتوا السكين! ويكون قطع ثم قضم ونحت. ويبقى القشر واللب فالأول تقطعونه للدجاج أو تتفضلون به على دجاج الجيران، والثاني تجففونه وتقلونه وتتسلون به أنتم وضيوفكم نحو أسبوع. . . هكذا تقضون أسبوعاً حافلاً بالمرح والمسرة جديراً بأن يسمى (أسبوع البطيخة) فيا سيدنا الشيخ أين من هذا كله آقة العنب التي يلتهم كل منكم حبات منها فتذهب في الحال لا يبقى لها ذكر ولا أثر؟!
وشملت طرائف حمام نوعاً من الناس نراه ظافراً مقدماً عند الكبراء وغيرهم، ولا مزية لأحدهم ظاهرة ولا كفاية تبرر ما يلقونه من نجاح وتقدير، هذا أحدهم في مجلس رجل من رجالات الدولة يقول له صاحب المجلس وهو يعلم أنه لا يحسن شيئاً مما يطلب منه: أنشدنا قصيدة من شعرك.
لست شاعراً
قل لنا زجلاً
لا أقول الزجل
أقرأ ما تيسر من القرآن الكريم
- لست من أهل القراءة
فيقول الكبير: إذا كنت لا تنظم الشعر ولا الزجل، ولا تقرأ القرآن مع ما أنت عليه من زي علماء الدين، فبأي حق تجلس معنا، يا. . . . وما بعد (يا) هو المزية التي من أجلها يجلس صاحبنا في مثل ذلك المجلس!!
وقد أعدى حمام بقية الأخوان، فصار الجميع يتسابقون في الدعاية والتندر. كنا في حديقة المنزل نمتع الأنظار بمرأى الأشجار والأزهار، ولكن الأستاذ حبيب الزحلاوي - وهو إلى أدبه تاجر حديد - لا يرفع طرفه عن (ماكينة) ملقاة في أحد الأركان، كل منا يسأل عن هذه الشجرة أو تلك الزهرة، أما الأستاذ الزحلاوي فيسأل عن (الماكينة) فيبادره الأستاذ أنور المعداوي: لماذا تسأل عنها؟. . . أتريد أن تشتريها! ويبدي الأستاذ كامل حبيب رغبته في شراء (ماكينة) مثلها فينعم الأستاذ الزحلاوي فيها النظر أنه يريد أن يشتريها ليبيعها للأستاذ كامل!