يا عجباً! لقد أرتدغ الرجل في حمأة الجريمة حين أسلس وانقاد إلى امرأة من بنات حواء. لقد كان يصحو من غفلته - بين الحين والحين - فيعقد العزم على أن يحطم قيداً كبلته به هذه المرأة فيعود إلى عمله، إلى داره، إلى زوجته، إلى أولاده، ولكنه كان يعجزه أن ينسى ما ذاق إلى جانبها من لذة الحياة ومتعة النفس، فيهي عزمه ويضعف جلده.
وأرهقت المرأة زوج ابنتها المزعوم بتكاليف الزواج فما استطاع أن يشبع نهم المرأة التي سلبته كل ماله. . . سلبته كل ماله في نزوة من نزوات الحب الآثم. وجلس إليها - في خلوة - ينفض أمامها جملة حاله وينثر على عينيها عجزه وضيق ذات يده ويطلب إليها - في رقة ولين - أن تخفف من طلباتها فثارت به ثورة جارفة، وطردته من دارها وهي تقول (ما أحمقك أيها الغبي! أفكان لي أن أزوج ابنتي الفتاة الرشيقة الناعمة إلى رجل عجوز مفلس مثلك؟).
طردته بعد أن استنزفت كل ماله، وبعد أن ختلته عن زوحته وأولاده. . . طردته بعد أن هدمت داراً فيها النعيم، وبعد أن حطمت أسرة فيها السعادة، بعد أن شردت صغاراً فيهم الطهر. فيا لشيطانية المرأة. . . يا لشيطانية المرأة. . .