للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يزينها الشيطان ويزوقها الهوى، ولكنه لم ير بعقله الأعور أنها تخلبه بكلام مفوِّف جميل هو مما يزخرف الخداع والمكر، وأنها تستميله بصناعة أهل المدينة وتجذبه ببضاعة أهل الحضر؛ وهو فتى بدوي الطبع ريفي الشمائل، خلو من خداع المدينة بعيد عن لؤم الحضارة؛ فخلطها بنفسه على حين قد عنه أنها تتصنع طهارة تستر رجساً، وتموه عليه ببراءة مصنوعة تواري خسة، فارتدع في نزوة من نزوات الشباب وانحط قلبه في غمرات الطيش، ليجني - بعد حين - ثمرات نزقه مأساة جارفة تعصف بآماله وتطوي أمانيه وتهدم سعادته.

ولست أدري كيف يطمئن الرجل في دار تضم امرأة دنست عرضه وامتهنت كرامته؟ ولا كيف يرغم نفسه على أن يبذل في سبيلها درهماً واحداً من مال أصابه بالجد والتعب فيطعمها ويكسوها. . .؟

ولا كيف يرضي أن يحميها في داره من غوائل الحياة وهي رجس من عمل الشيطان، عبثت بحرمته وانتهكت شرفه؟ ولا كيف يطيق أن يراها تضطرب أمام ناظريه وهو يحمل لها في نفسه بغضاً واحتقاراً؟ فماذا إذن يمسكه من أن يقذف في وجهها بالكلمة المحرمة فيلقي بالخائنة الوضيعة إلى الشارع. . . إلى الذئب.

أما أحباؤه - أبناؤه - فسيجدون في المربية عزاء وسلوه. . والمربية الحصيفة تستطيع أن تكون أماً وخادماً.

وجاء في رسالة الأديب نيازي علي مرزوق بكلية اللغة العربية ما يأتي:

لا معدى لصاحبك - يا سيدي. . . عن أن يحل عقدة الزواج ويلقى الخائنة إلى فجاج الشارع، فإن حرمان الصغار من عطف الأمومة أيسر من أن يرى الرجل شرفه وهو يلطخ بالدنس ثم يقف حياله عاجزاً ضعيفاً لا يدفع عن نفسه ضيماً ولا يرد أذى. والنساء غيرها كثير فليتزوج من أخرى طاهرة المنبت شريفة الأصل نبيلة الأرومة فيجد فيها زوجاً تصون عرضه وتحفظ كرامته، ويجد الصغار في كنفها العطف والحنان.

وللأديب محمد محمود عبدة بالمنصورة رأي يشبه رأي الأديب نيازي.

وكتب الأديب السيد عوض الجعفري بقنا يقول:

قد تظن - يا سيدي - أن صعيدياً مثلي يقرأ قصة (خيانة امرأة) فيفقد عقله ويطير صوابه

<<  <  ج:
ص:  >  >>