خريجي تلك المدارس فقط. وقد رحبت الحكومة الباكستانية بهذا المشروع وأبدت استعدادها لمعاونته والمساهمة فيه. ورأيت إن مهمتي قد انتهت بذلك فقد وضعت الأسس لبرنامج العلاقات الثقافية بين مصر والباكستان، وغاية الرجاء إن تتحقق أهدافه. ولعل سعادته يشير بانتهاء مهمته في الاستقالة التي قدمها ولا يزال مصراً عليها. ثم قال إن لجنة تكونت في القاهرة من أعضاء بالمجمع اللغوي وأساتذة في الجامعة والأزهر لوضع أسس وقوانين لتكوين (جمعية الثقافة العربية بالشرق) غايتها تنمية العلاقات الثقافية العربية بين أمم الشرق وخاصة مصر والباكستان، ورجا أن تنال هذه الجمعية رعاية المسؤولين من العلماء والرؤساء والزعماء وعلى رأس الجميع جلالة الفاروق.
ويلاحظ إن علوبة باشا أنهى الحديث عند اقتراحه إنشاء مدارس مصرية في الباكستان، ولم يقل لنا ماذا تم فيه وما مصيره لدى الجهات المصرية، ولم يكن بحاجة إلى أن يقول ذلك، فنحن نعلم إن هذه المقترحات لم يقع فيها برأي، لا في وزارة المعارف ولا في الأزهر.
وأريد أن أقول أولا إن وزارة المعارف المصرية في هذه الظروف تواجه مسائل ومشاكل في نشر التعليم بمصر تستغرق كل ما في وسعها، ومع ذلك لا ينبغي أن ينصرف عنها الأمل فيما يتناسب من الفرص وما يأتي من الزمن، أما الأزهر فما أرى له عذراً في التواني عن نشر رسالة التعليم الإسلامي وتيسيره لطلابه في أية بقعة من بقاع الأرض، فهذه هي مهمته الأساسية باعتباره أكبر جامعات إسلامية في العالم وباعتباره إن الإسلام لا يتقيد بالحدود الجغرافية بل يعد ديار المسلمين المنتشرة في أنحاء الأرض كلها داراً واحدة.
وأريد ثانياً أن أخلص من ذلك لأتوجه إلى الحكومة الباكستانية فأسوق الحديث إليها: لماذا لا تنشئ بينها وبين مصر ما يسمى في وزارة معارفنا ب (التعاون الشرقي) على غرار المتبع مع البلاد العربية من إيفاد الأساتذة المصريين إلى معاهدها للتدريس فيها. ومصر لن تظن الباكستان بعدد من الأساتذة تمشياً مع ما تيسر عليه من تنمية الروابط الثقافية بينها وبين الشقيقات على رغم أزمة المدرسين القائمة في مصر، ومن حسن الحظ إن أولى الأمر لم تصرفهم هذه الأزمة عن تلك المسؤوليات التي يجب أن نمد النظر إليها بعيداً عن الموضع القريبة التي لا تجازها أبصار بعض المواطنين. . . وإنما تواجه الأزمة بالإكثار من إعداد المدرسين لا بالحيلولة دون إعداد منهم هنا وهناك تؤدي أغراضاً لابد منها.