فمن الخير أن لا تنتظر حكومة الباكستان حتى تنشأ المدارس المصرية المقترحة، فقد يطول هذا الانتظار، لانشغال وزارة المعارف، وللمتوقع أو الواقع من تراخى الأزهر. . . ومن تعجيل الخير أن تبادر هي بتنظيم الأمر في مدارسها ومعاهدها وتطلب من تريد من الأساتذة والمدرسين، وعلى مصر أن تلبي.
الإنعاش الاجتماعي في الإسلام
ينظم قسم الخدمة العامة بالجامعة الأميركية سلسلة من المحاضرات موضوعها (الإنعاش الاجتماعي في مصر ووسائل تحقيقه) كان منها يوم الجمعة الماضي محاضرة للشيخ عبد الوهاب خلاف بك عن (الضعفاء والفقراء والمرضى وما دبر به الإسلام شأنهم والوسائل التي تحقق سياسة الإسلام فيهم).
بدأ الأستاذ المحاضرة بمقدمة فحواها إن كل أمة فيها فقراء ومرضى وضعفاء وإن هذه فطرة الله التي فطر الناس عليها، وإن الاختلاف بين الأمم في ذلك إنما هو في نسبة من في كل منها من هؤلاء، وانه لا بد أن تكون لكل أمة سياسة حكومية وسياسة شعبية للعناية بهم لأنهم أعضاء في جسمها وفروع من شجرتها.
وقد أطال في هذه المقدمة البديهية. والأستاذ الشيخ خلاف خطيب ممتاز يحسن إلقائه وسلامة لغته وعباراته المختارة مع ارتجال لا توقف فيه ولا تلكأ، وبهذه الصفات اجتاز مرحلة تلك المقدمة دون أن يمله السامعون. . ولكنه لما دخل في صميم الموضوع - بعد فوات نصف الوقت - وفاء حقه إذ مخضه جيداً حتى أخرج زبدته قال: إن الإسلام عني بالفقراء والضعفاء والمرضى فوضع لهم سياستين لتدبير شؤونهم، سياسية وقائية وسياسة علاجية، فالوقاية تقوم على أمرين، الأول أن الإسلام أوجب على كل من يستطيع العمل أن يعمل وألا يعيش عالة على غيره، وأورد في ذلك آيات وأحاديث، منها قول الله تعالى:(فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله) وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق وهو يقول اللهم ارزقني وهو يعلم السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة). الأمر الثاني أن الإسلام قسم كل أمة إلى عدة أمم صغير هي الأسر، وأوجب تضامناً بين أفراد الأسرة كفرض نفقة العاجز على الموسر.
أما السياسة العلاجية فهي ما جعله الله الفقير في مال الغني من حق معلوم، وهي سياسة