اشتراكية عادلة، تجعل للفقير حقاً في مال الغني لا حق الاعتداء على ماله؛ جعل الإسلام إحياء المواسم والأعياد بالتصدق على المحتاجين، وجعل كفارة الآثام معونة الفقراء والمساكين، والآثام دورية لا تخلو منها تصرفات الإنسان فكفارتها كذلك لا تنقطع، وجعل الإسلام خمس الغنائم للفقراء والمساكين، وقضى بان التركة التي لا وارث لها تضم إلى بيت المال لتنفق في وجوه الخير.
ثم قال الأستاذ المحاضر: هذه التعاليل لِمَ لم تثمر؟ وبعبارة أخرى لماذا نرى حال المسلمين الآن اكثر سوءاً من غيرهم مما يوهم أن الإسلام لم يعن بأمر ضعفائهم وفقرائهم، ولكن الإسلام هو البريء المتهم وهو مظلوم من اهله، مثله مثل الطبيب الذي يصرف الدواء ولكنه المريض يهمل تعاطيه، ولو أن تلك الوسائل التي وضعها الإس
اشتراكية عادلة، تجعل للفقير حقاً في مال الغني لا حق الاعتداء على ماله؛ جعل الإسلام إحياء المواسم والأعياد بالتصدق على المحتاجين، وجعل كفارة الآثام معونة الفقراء والمساكين، والآثام دورية لا تخلو منها تصرفات الإنسان فكفارتها كذلك لا تنقطع، وجعل الإسلام خمس الغنائم للفقراء والمساكين، وقضى بان التركة التي لا وارث لها تضم إلى بيت المال لتنفق في وجوه الخير.
ثم قال الأستاذ المحاضر: هذه التعاليل لِمَ لم تثمر؟ وبعبارة أخرى لماذا نرى حال المسلمين الآن اكثر سوءاً من غيرهم مما يوهم أن الإسلام لم يعن بأمر ضعفائهم وفقرائهم، ولكن الإسلام هو البريء المتهم وهو مظلوم من اهله، مثله مثل الطبيب الذي يصرف الدواء ولكنه المريض يهمل تعاطيه، ولو أن تلك الوسائل التي وضعها الإسلام نفذها المسلمون لما رأينا هذا الجيش الجرار من المحاويج.
وفصل ذلك التقصير بقوله: إن الإسلام لما أوجب هذه الوجبات قسمها قسمين، قسماً جعله من وظيفة الدولة كالزكاة، وقسماً تركه لسخاء الناس لتربية النفوس وتعويدها السخاء وابتغاء أن تسود روح التراحم والتعاون بين أفراد الأمة، أما الأول فقد أهملته الحكومات الإسلامية مع إن إيتاء الزكاة من الخمس التي بني عليها الإسلام، فإن كانت الضرائب التي تجبى تشتمل على الزكاة فلما لا تصرف إلى وجوهها ومصارفها المعروفة؟ والقسم الثاني أهم يحول دون تحقيقه هو ضعف الوازع الديني، والسبيل إليه هو التربية الدينية ولو أن كل واحد حنث في قسم فكفر عنه لما رأينا فقيراً.
فيجب للإنعاش الاجتماعي أن يبعث مشروع الزكاة المحال على (لجنة) بوزارة الشؤون الاجتماعية - وأن يبعث روح التضامن بين الأفراد.
وثمة ظاهرة أخرى من معوقات الإنعاش الاجتماعي في البيئات الإسلامية، تتمثل في أولئك الذين يحسبون أنفسهم متدينين، أولئك الذين نراهم قانعين قاعدين راكدين، مع إن الإسلام يحث على النشاط واستكمال أسباب القوة والعزة، وهم يدعون انهم متوكلون وإنما هم متواكلون، فالتوكل أن تأخذ بالأسباب وتترك النتائج للمقادير؛ كما يدل على ذلك قول رسول الله للأعرابي:(اعقلها وتوكل).