بالغرض الذي رمى إليه. والكتب الفرنسية والغير الفرنسية التي كتبت عن مصر بعد (تحت سماءك الزرقاء) كثيرة متنوعة، ومعالي الدكتور هو أدرى بها، فليتخذ ما يشابه بها كتاب القاضي شارل وليضعه تحت الغرض الذي أراده من فقرته السالفة.
إن هذا الرأي هام جداً ولا احب أن أذكر ما عليه من الأهمية وما له من الفوائد الجليلة، فحسبي ما جاء في فقرة معاليه وفي مقالة الذي حوى هذه الفقرة.
فإليه ابعث بهذه التذكرة عسى أن تجد لديه ما ترمي إليه من فائدة للامة وللمتعلمين، وفقه الله إلى كل خير في سبيل هذه الأمة المصرية التي نتنشق نسماتها ونحيا تحت سماءها الزرقاء. .!
أحمد طه السنوسي
الدكتور طه حسين وجمهورية أفلاطون
حكام الدولة المثلى في جمهورية أفلاطون هم الفلاسفة الحائزون لروح الفلسفة وقوتها. . . يقول أفلاطون (ما لم تجتمع الحكمة والزعامة في رجل واحد، لا تستطيع الدولة أن تشفي من أدوائها. . . ولا الجنس البشري) واستطرد قائلاً (إن هؤلاء الفلاسفة بعد أن اجتازوا الامتحان الأول والثاني. . . (جمهورية أفلاطون ٤١٥ تلخيص صروف) يجب أن ينزلوا من قمم الفلاسفة إلى ظلمات الكهف والى عالم الناس والأشياء وهنالك يخوضون معمعة الحياة ويصطدمون برجال الحيلة والدهاء، وفي ميادين هذا النزاع يتعلمون من كتاب الحياة المفتوح أمامهم.
قد يؤذي الكفاح أصابعهم، وقد تجرح حقائق الحياة بعض مذاهبهم الفلسفية.
وهاهو اليوم الدكتور طه حسين بك الذي سير أغوار الحياة، واصطدم بغدر الناس ومكرهم وأذى الكفاح أصابعه، وجررت حقائق الحياة بعض مذاهبه الفلسفية، يتولى وزارة المعارف المصرية، أي الدولة القائمة بشؤون التعليم في المملكة المصرية لا في جمهورية أفلاطون، ولا كما يعيش بعقله الكبير وخياله الواسع بالفلسفة اليونانية، بل في دنيا الواقع وفي عام سنة ١٩٥٠. أمد الله في عمر العلامة العظيم، وهيأ للعرب دولة مثلى تقوم على أكتاف مثل طه حسين.