قوبل به هو وصحبه من مراقبة شديدة وتجسس بغيض، ثم إرجاعه إلى بغداد مقهورا ونفي أصحابه الذين كانوا معه، بحد هذا كله في قصيدته (أين المفارق) وقد نظمها سنة ١٣١٧هـ ونترك أول القصيدة آخذين ما فيها من وصف للظلم والجاسوسية، وما فيها من احتجاج شديد وجهه الشاعر إلى خصومه فلم يفده شيئا:
ويممت دار الملك أحسب أنني ... إذا كنت فيها نازلا أتمتع
وإني إذا ما قلت قولا يفيد في ... مصالحها ألغيت من هو يسمع
ولم أدر أني راحل لمحلة ... بها الفضل مجذوم الذراعين أقطع
إلى منزل فيه العزيز محقر ... إلى بلد فيه النجيب مضيع
ويحاول الشاعر أن يعود إلى وطنه بعد ما شاهده من الغدر والخيانة والظلم الذي استغلقت فيه منافذ الحرية ولكنه لم يستطع العودة كما يشاء لأن الشرطة والجواسيس حالوا بينه وبين ما يريد:
ولما رأيت الغدر في القوم شيمة ... وأن مجال الظلم فيهم يوسع
وأن الكلام الحق ينبذ جانبا ... وأن أراجيف الوشاية تسمع
خشيت على نفسي فأزمعت رحلة ... إلى بلدي من قبل أني أصرع
وهل راحة في بلدة نصف أهلها ... على نصفه الثاني عيون تطلع
ولكنني لما تهيأت صدني ... عن السير (بوليس) ورائي يرح