للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حقيقيون. ولهذا يفضل الناس الذهاب إلى المسرح، فالشخص يذهب إلى دار السينما في كثير من الأحيان، ولكنه إذا أراد أن يحتفل بمناسبة ما وأراد قضاء سهرة خاصة خارج البيت فإنه يقصد المسرح.

وكذلك الحال بالنسبة للممثلين فإنهم يفضلون العمل في المسرح على العمل في السينما، وكل مطلع على أخبار الفنانين يسمع عن انصراف بعض ممثلي السينما في أمريكا وأوربا إلى المسرح بعض الوقت إرضاء لميلهم الفني، لأن المسرح يغذي فيهم الحاسة الفنية.

الرواية المسرحية:

لا جدل في أن الرواية المسرحية هي أحد الأعمدة التي يقوم عليها فن التمثيل، لذا يجب العناية بالتأليف المسرحي أكبر العناية حتى يظهر بيننا المؤلفون المسرحيون الذين يعتد بأعمالهم. وإني لا أنكر أن في مصر بعض مؤلفين ممتازين، ولكن ليس بالقدر الواجب توافره. والكتابة المسرحية تختلف عن أنواع الأدب الأخرى في أنها قائمة على الحوار، وإن بنائها يختلف اختلافا كليا عن القصة أو القصيدة مثلا، فالمسرحية لها قواعد خاصة يجب أن يلم بها المؤلف، فهي له كالنحو للكاتب لا يمكن أن يكتب كتابة سليمة إلا بمعرفته، كذلك لا يستطيع مؤلف أن يكتب مسرحيات صحيحة من وجهة النظر المسرحية إلا بدراسة هذه القواعد.

ولما كان أدبنا العربي لم يعمل في هذا الميدان إلا في السنوات الأربعين الأخيرة، فليس فيه أساس يبني عليه المحدثون، فواجب علينا لمن نطلع على ما كتبه الغربيون في هذا النوع، وأن نطلع على الكتب التي ألفت في دراسة المسرحية.

ولما كان عدد من يعرفون اللغات الأوربية قليلا في مصر، فإني أرى أن من واجب وزارة المعارف، ولجنة ترقية التمثيل، والمعهد العالي لفن التمثيل العربي، ودور النشر المختلفة، أن يتكاتفوا جميعا وينشروا ترجمات روائع المسرحيات من مختلف اللغات، وترجمات لكتب الفن المسرحي.

ومن الغريب حقا، أن دور النشر، وهي تعرض في الأسواق كل يوم عشرات من الكتب، أهملت المسرح والمسرحيات، ولم تنشر منها إلا أقل القليل، وهو أمر غريب، غريب حقا أن تتكاتف دور النشر جميعا على إهمال المسرح هذا الإهمال المشين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>