للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مطلقا.)

وتكاثر حولنا جمع غفير، وكان من بينهم أولاد الرجل، ولا أدري أكانوا ألاثنى عشر جميعا موجودين. بيد أن من كان موجودا منهم لا تجد له مثيلا في أية بقعة من بقاع أيرلندا. كانوا مهللي الثياب قذرين كل واحد منهم يفوق أخاه في سوء السلوك. وكانت زوجته واقفة هناك. عارية القدم، بلا قبعة.

وقالت له (أتذكر يابيتر اليوم الذي سبح فيه في النهر وأنقذ ميكلين عندما جرفه التيار؟)

فأجاب (وكيف لا أذكره؟ نعم ياشابي، أتذكرين اليوم الذي دفع لي فيه مبلغ خمسة جنيهات؟) فالتفتت إلي قائلة (خمسة جنيهات. نعم لقد وضعوا في يده خمسة جنيهات ذهبية) فقاطعها الرجل قائلا (أقسم لك هذا ما حدث! لقد كادت الصفقة تتم، وكانت النقود في يدي -).

فقاطعته زوجته بدورها (ولكنه عندما شاهد الحمار المسكين يذرف الدمع لأنه سيفترق عنه، لم يطاوعه قلبه على بيعه، والابتعاد عنه) فصاح زوجها (صه! تكلمي في هدوء. فلا توجد كلمة تقال إلا وفهمها. ألا ترى يا سيدي أذنيه الواقفتين؟)

وبدأت الشراء بجنيه واحد ثمنا لهذا الحيوان البديع. فعوى الرجل قائلا (جنيه!) وصرخت امرأته (جنيه!) وهدر الأولاد في صوت واحد (جنيه!).

كم كانت دهشتهم! وتجمعوا حولي يتفحصونني. وأمسك صبي بسترتي وآخر بسروالي امسكني أصغرهم من عنقي. ووضعت فتاة يدها في جيب سترتي. كانت المخلوقة بطبيعة الحال تحاول أن تبحث إذا كنت حقا أمتلك جنيها - بيد أنها حصلت على ضربة على أذنها بدلا من الجنيه - ولم تكن الضربة من والدها.

كنت قد أعجبت بالحمار إعجابا شديدا. فقد كان وفق ما أشتهي. إنه سيحملني في طريقي. ثم أستطيع بيعه في أي وقت إذا ما شعرت بالضجر منه.

وقلت مرة أخرى (جنيه).

فأجاب الرجل (جنيهان).

وأعولت المرأة وهي تقول (أواه! أواه! حماري الجميل يباع بجنيهين) وانفجرت تنشج في بكاء وعويل.

<<  <  ج:
ص:  >  >>