وتمت الصفقة أخيرا. وناولته الجنيه. وأعطيت ست بنسات لكل طفل من أطفاله المصطفين حولي. وجعلت المرأة تستدعيهم سيتين، ندين، تايمين، وغيرهم ممن لا أذكرهم.
ولم يبق واحد من المتسولين لم يستحضر أولاده. كانوا جميعا يهددون ويصرخون. وكم من الضوضاء أثاروا! اشتكى أحدهم أنه لم يستلم البنسات الستة مع أن النقود كانت في هذه الآونة تحت لسانه. وقال آخر -
ولكن لم يكن أحد يعي ما الذي يقوله الآخر، أو ما يحاول أن يقوله. فقد كان ضجيجهم يطغي على كل شيء.
وندمت لأني لم أدفع للرجل جنيهين في بادئ الأمر، وبذلك كنت أجتنب هؤلاء الحاضرين الذين كونوا عائلة لا نهاية لها.
وأخيرا تركت القرية وحالي حال. كنت ممتطيا الحمار، وقد سار على يمينه صاحبه قابضا على مقوده، ومشت زوجته على يساره، والأولاد يصخبون حولنا.
وتبعنا بعض صبية القرية، كل منهم يزودني بنصائحه. أن الحمار لا يقارنه أسرع جياد السبق، ولذلك يجب أن أكون متيقضا وإلا أفلت مني واختفى إلى الأبد. يجب أن أعطية كذا وكذا من أنواع الطعام. وهكذا كان يخيل للرائي كأنما لم يسبق له أن رأى ما يضحك عليه، إلى أن شاهدني ممتطيا حماري الأسود الصغير.
ولكن لماذا أهتم؟ ألم أحصل على الحمار - الحيوان الذي كنت أود الحصول عليه منذأيام عديدة؟ كيف أستطيع أن أصف مشهد افتراقي والحمار عن هذه الشرذمة. كان كل واحد منهم يشد على يدي تسع مرات. وأخذوا مني عهدا أن أكون لطيفا معه وشفيقا عليه. وان أهبه قبضة من القمح كلما استطعت وأعطيه حفنة من الشعير كل ليلة. وأقسمت لهم ألا أستعمل العصا معه. وعندما افترقنا أرتفع عويلهم بدأه الأب وساعدته الأم وشاركها الأولاد حتى أصبحت الغابة حولي تعج ببكائهم. . . وأخيرا أصبحت وحيدا - وحيدا مع حماري الأسود الصغير؟
ثم انطلق يعدو بي إلى أن خلفنا الغابة. وعندئذ شعرت بأني قد قمت بصفقة طيبة. أين