ونتائجها، ويزنها بميزان الدافع. . والأنا يطابق ما يسمى بالنفس أو الذات الشعورية). الأنا الأعلى. وهو بمثابة المرشد للنفس ينصحها ويهديها سبيل الرشاد، ويساعد الأنا في صراعه مع ألهو، وينهال عليه بموج من الترغيب والترهيب، ليصمد أمام نداءات (ألهو) الشهوانية، ويردها على أعقابها. والأنا الأعلى يتكون من الدوافع الدينية الموروثة، والتعاليم الأخلاقية، وعن العادات المشتقة من الأبوين، والمربين وعن أوامرهم ونواهيهم.
فيظهر من كل هذا إن الأنا هو الجزء المعذب من النفس لأن كلاً من ألهو والأنا الأعلى يضغطان عليه، هذا بطلباته الشهوانية الهمجية، وذاك بطلباته المثالية الرفيعة. ومن الطبيعي أن الأنا يقف حائراً بين هذه الأصوات المرعبة التي تزن في أذنه فلا يؤمل له الفلاح إلا إذا تمكن من إيجاد توازن في نفسه بين هذه الدوافع والأصوات. . فإن لم يجد توازناً بين هذه الدوافع، فإن العاقبة ستكون وخيمة عليه.
وعناصر النفس عند الغزالي ثلاثة كذلك: ولكن يجب أن نصرح، أن جوهر التقسيم مختلف بينه وبين فرويد. . وهي:
١ - الأمارة بالسوء من النفس: ويراد بها ذلك القسم من النفس (الجامع لقوة الغضب والشهوة في الإنسان) والتي (تركث الاعتراض وأذعنت وأطاعت لمقتضى الشهوات ودواعي الشيطان وهي مذمومة غاية الذم. . . لا يتصور رجوعها إلى الله تعالى فأنها مبعدة عن الله، وهي من حزب الشيطان، وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء).
٢ - اللوامة من النفس:
ويراد بها ذلك القسم من النفس الذي (لم يتم سكونه، ولكنه صار مدافعاً للنفس الشهوانية ومعترضاً عليها، لأنه يلوم صاحبه عند تقصيره في عبادة مولاه) والنفس اللوامة محمودة (لأنها نفس الإنسان أي ذاته وحقيقته العالمة بالله تعالى وسائر المعلومات).
٣ - المطمئنة من النفس:
(وهي التي سكنت تحت الأمر وزايلها الاضطراب بسبب معارضة الشهوات) وهي لطيفة ربانية روحانية. وهي المدركة من الإنسان، والمخاطبة؛ والمعاتبة، والمعاقبة والمطالبة. جريانها في البدن وفيضانها فيه، يضاهي فيضان النور من السراج الذي يدار في زوايا البيت، فإنه لا ينتهي إلى جزء من البيت إلا ويستنير به.