للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مقصوراً على كتب الفقه، وإليك عبارة من كتاب البلاغة بالنص: (فإن قيل هو أي وجه الشبه مشترك فيه ضرورة اشتراك الطرفين فيه فهو كلى ضرورة أن الجزئي يمتنع وقوع الشركة فيه والحسي ليس بكلى ضرورة أن كل حسي فهو موجود في المادة حاضر عند المدارك ومثل هذا لا يكون إلا جزئياً ضرورة فوجه الشبه لا يكون حسيا قط - قلنا المراد بكون وجه الشبه حسياً أن أفراده أي جزيئاته مدركة بالحس كالحمرة التي تدرك بالبصر جزيئاتها الحاصلة في المواد) أواه! أواه من أي التفسيرية وما فعلت بعقولنا وما أنهكت من جسومنا وهدت من قوانا إن كان قد بقي فينا شيء من قوة!).

ولا أريد أن أطيل بعرض محتويات بقية الرسائل، وهي من (أحمد السيد خضر طالب بكلية الشريعة) و (فتحي محمد عبد الحافظ بمعهد طنطا الثانوي) و (السيد عوض محمود الجعفري بمعهد فاروق الثانوي) و (رفاعي خاطر بكلية الشريعة).

وكلها تعبر عن القلق والحيرة والألم، وتفصح عن التطلع إلى التعديل والإصلاح ومسايرة الزمن، ومما يقوله الطالب فتحي عبد الحافظ (هذا رأينا نحن الطلاب وأما رأي أساتذتنا الأفاضل فيكفيك أننا كنا نقرأ هذا الموضوع أمام أحد الأساتذة الإجلاء فكان جوابه أن هذا كلام ليس له ظل من الحقيقة، وحجته في ذلك أن هذه العلوم المعميات تفتق الذهن وتوسع مدارك الفهم، وكيف تأخذ رأي أستاذ عاشر هذه الكتب طول حياته وأصبحت هي غذاءه الوحيد؟).

وأنا والله لا أدري كيف تفتق تلك المؤلفات الذهن وتوسع مدارك الفهم! كيف يدرك الطالب في السنة الثانية الابتدائية أن الذي سوغ الاستدلال بالخبر قرينة سياق الامتنان إلى آخر ما صرح به الغزالي. . حتى يكون ذلك مدعاة إلى تفتيق ذهنه وتوسيع مداركه؟ ثم ما (لضاب الذهب) الخالص مضروباً أو غير مضروب، وما الشعيرة المعتدلة التي لم تقشر وقطع من طرفيها ما دق وطال؟ ما هذا وأمثاله، مما وضع في العصور الماضية، من إفهام ناشئين في القرن العشرين بمصر حيث يتعامل الناس بالجنيه والقرش والمليم! وهذه البلاغة من قال بأنها بلاغة وصاحبها لا يكاد يبين؟.

هل المقصود من دراسة تلك المؤلفات ما فيها من علم أو هي نفسها المقصودة؟ فإذا كان العلم هو الغرض فلماذا يصرون على حبسه بين جدرانها المغلقة، ولماذا لا يستخرج ما فيها

<<  <  ج:
ص:  >  >>