للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولاشك أنه سفر نفيس، جدير بالاهتمام وبعناية القارئ وحرصه على اقتنائه.

وفيات الأعيان لابن خلسكان

يعد هذا الكتاب موسوعة تاريخية قيمة، ومرجع من أوثق المراجع في تراجم الشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامي منذ فجره إلى القرن السابع. ويعد مؤلفه من خيرة من كتبوا في التراجم من حيث تحري الدقة في البحث، والأمانة في النقل، وذكر المراجع التي يأخذ عنها، وعدم تحكيم عواطفه الخاصة في كتاباته. ولعل مرد هذه الخصائص يرجع إلى طول اشتغاله بالقضاء. غير أن هذا الكتاب قد أصابه من التحريف، ورداءة الطبع، وندوة بسخه ما جنى على قيمته، ونال من مكانته، كمرجع من أهم المراجع التاريخية للباحث. وقد توفر على مراجعة هذا الكتاب، وتحقيق نصوصه وضبطها، وشرحها ووضع فهارس له فضيلة الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد وتسنى له إخراجه في سبعة أجزاء. والعمل الجدير بالتنويه والشكر هو دقة فهارسه وشمولها. ومن أهم ما تحتاج إليه أمثال هذه الموسوعات هو الفهارس الدقيقة الشاملة فهي بمثابة المعالم التي تحدد المواقع وترشده إلى الأهداف وتعيين السالك في فجاجها، تعصمه في مناهاتها من الضنى أو الضلال. وقد ركز أستاذنا - جهده فيما يستحق الجهد من عمل هذه الفهارس، فقد وضع فهرساً عاماً تناول فيه الأعلام بحسب اسم الشخص وأبيه وجده وما اشتهر به من كنية أو لقب. وفهرساً للقرون يذكر فيه شخصيات كل قرن، ثم فهرساً للطبقات العلمية يذكر فيه كل طبقة على حدة - طبقة الشعراء والمغنيين والقضاء والولاة والمتكلمين وغيرهم كل طبقة في إطار فهرسها الخاص، ثم فهرساً بالكلمات التي ضبطها المؤلف نفسه من نسبة أو اسم بلد أو علم غريب أو كلمة لغوية أو مثل. فمتى يتاح لذخائرنا أن تبعث ولتراثنا أن يحقق وينشر؟

محمد عبد الحليم أبو زيد

<<  <  ج:
ص:  >  >>