للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عذب، حنون، كأنفاس الحبيبة

كرطوبة الضباب يغمر الأزهار

به سكون، به دموع، به حنان، به حنين عذب

أعذب من آلام المخلص، فالآن قوة وظفر

أما حزني فنغم هائم في نسيان

شعاع يتلاشى في نور، ضعف يرتعش في حياة

حزني أنين، بليد، بليد، كالأحلام، كالرقاد

أنفاس قبور. . لقاء حبيب. . ودموع أم أنين

مدنية. . بليد. . بليد كالنعاس)

إلى آخر هذه السفسطة البليدة.

غائب طعمة فرحان

حول مقال الجارم الشاعر:

قد اطلعت في الرسالة الغراء بالعدد (٨٧٢) بتاريخ ٢٠ مارس سنة ١٩٥٠ على مقال الأستاذ عبد الجواد سليمان بعنوان الجارم الشاعر وقد سرني هذا البحث القيم الذي يدل على وفاء الباحث لأستاذنا الجارم بيد أن الأستاذ ذكر البيت الآتي:

بيت له عنت الوجوه خواشعاً ... كالبيت يمسح ركنه ويُزار

وقال: (وإن التورية التي تضمنتها كلمة (البيت) لمن التوريات الطريفة الخ. . .) وأنا أخالف الأستاذ فيما ذهب إليه، وأرى أنه ليس في البيت تورية ولكن فيه تشبيه مرسل، يشبه الشاعر البيت العلوي الكريم بالبيت الحرام الذي يمسح ركنه ويزار. والتورية هي أن يذكر لفظ له معنيان قريب وبعيد ويُراد البعيد اعتماداً على قرينة خفية ولذلك تسمى (الإيهام) أيضاً لأن الأديب أو الشاعر يقصد بالتورية أن يوهم السامع أنه يريد أمراً غير ما يقصده فيدفعه إلى التأمل والتفكير ليدله على براعته ولهذا اشترط أن تكون القرينة خفية ومن أمثلة التورية قول المعري:

إذا صدق الجد افترى العم للفتى ... مكارم لا نخفي وإن كذب الخالُ

<<  <  ج:
ص:  >  >>