للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تأثر بها جيته فيما بعد ولازالت تمثل حتى اليوم على المسرح فيعجب بها الجمهور إعجاباً شديداً ويتعجب منها ومن الشياطين العابثة بالأرواح عجباً عظيماً. بل لم نذهب بعيداً ونحن نجد إقبال الجمهور المصري على السينما الغربية وهي فن من الفنون يزداد على إقباله على السينما العربية بأضعاف وأضعاف.

وكما أدعو إلى أدب عالمي أدعو إلى موسيقى عالمية يحاول الموسيقار الحديث بل تحاول هيئة اليونسكو إبرازها إلى الوجود. ولست أعني بالموسيقى العالمية هي تلك الموسيقى الصاخبة الداوية في المراقص أو الفالس والتانجو والرومبا والفوكس تروت إنما أعني الموسيقى التي تطمئن إليها النفوس جميعاً سواء ارتفعت إلى تصوير شوبان وشوبير وتشيوفسكي أو انحدرت إلى صفير الصافر أو زفير الزافر أو عزيف العازف على الناي على ضفاف البحيرة أو حافة الغدير! فقد يصفر الفلاح الرقيق الحال في نايه فيخرج منه نغم حلو طروب يهز أوتار القلوب يعجب الفلاحين في مصر والمثقفين في مصر كما يعجب الفلاحين والمثقفين من القوزاق في روسيا أو غير روسيا. ومهمة اليونسكو إذن هي البحث عن هذا النغم ومهمة الموسيقيين من وراء اليونسكو البدء في العمل.

وحينئذ يمكن أن تتفاهم الشعوب وحينئذ يمكن أن تتآلف الأرواح بين الشعوب ويتجنب العالم قدر الاستطاعة الحروب لا لشيء إلا لأن الأمم استطاعت أن يفهم بعضها بعضاً عن طريق الأدب والفن.

إبراهيم جمال الدين الرمادي

<<  <  ج:
ص:  >  >>