للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حضرموت من الشرق بسلطنة المهرة ومن الغرب بسلطانات الواهيدي.

ومن الاتصال الطارف بالعالم الخارجي والنضارات الحديثة ما هو داخل في هذا البلد الصحراوي، وكل هذه السلطنات تقع في محمية معاهدة الصداقة مع الحكومة الإنجليزية، وتحت إدارة المستوطنين الإنجليز أو الحكام - كما في عدن -)

ولسنا نعلم فيما نعلم هذا التقسيم الذي وضعه الدكتور المؤلف لعدن شرقية وغربية، وهل الإنكليز في نظره قد اتخذوا جنوب الجزيرة محمية واحدة أطلقوا عليها محمية عدن، ثم قسموها قسمين: الشرقية والغربية؟ وهل يجوز أن نمحي أسماء حضرموت ولحج وغيرها لنضع فوقها اسم عدن، ما دام الإنجليز يحتلون عدن الصغيرة.

ويرى الدكتور زكي على أن محمية عدن (الغربية) تحتوي على تسع عشرة سلطنة، ونحن نعلم أن سلطنات جنوب الجزيرة عشرة سلطنات، فلو زدنا - على رأي الدكتور - عدد سلطنات محمية عدن (الشرقية)، فنظن أن المجموع سيكون أربعين أو خمسين سلطنة.

وبعد ذلك أقول إن ما ذكرته من كلام صاحب (الإسلام في العالم) قول أدعه لأهل الجنوب ليروا فيه رأيهم.

فقرات عدنية:

. . . يقول الشيخ أبو مخرمة: (أعلم أن عدن بلدة قديمة يقال أن قابيل لما قتل أخاه هابيل خاف من أبيه آدم، ففر من أرض الهند إلى عدن وأقام هو وأهله بجبل صيره، وأنه لما استوحش بمفارقة الوطن غيره، تبدى له إبليس ومعه شيء من آلات اللهو كالمزامير ونحوها، فكان يسليه باستعمالها، فهو أول من استعمل ذلك على ما قيل). . . وإن كان إبليس أول من استعمل آلات اللهو في عدن، فكان من المحقق أنها تصير في أيامنا هذه آلات شر وشؤم لا آلات فن بديع، وعلى حد قول أبي مخرمة ليس من الضروري أن نثبت أن إبليس هو أول من استعمل تلك الآلات وهو الذي كان يلهي قابيل (لما قتل أخاه هابيل وخاف من أبيه آدم).

والذي نريد أن نقوله إن عدن هذه التي كان لها التاريخ الطويل القديم، قد بدأت اليوم نهضتها نابضة حية وستجلوها الأيام عن قريب في ثوب قشيب من الحضارة والمدنية والرقي.

<<  <  ج:
ص:  >  >>