ولقد سعدت بكلمات الأستاذ الفاضل أنور المعداوي عن نهضة عدن حيث قال في إحدى تعقيباته بالرسالة الزاهرة:(الله يشهد أنني سعيد بهذه النهضة؛ لأنها وثبة رائعة من وثبات الشباب العربي في جنوب الجزيرة، ومتفائل بها كل التفاؤل، لأنني أومن كل الإيمان بأن النهضات الأدبية ما هي إلا مقدمات طبيعية لنهضات أخرى). .
ويمتاز الشباب العدني بالوعي العربي والشعور الصميم، ويقص لي أحد الشبان العدنيين المخلصين ما صنعوه باليهود بمناسبة فلسطين، فيبعث إلي ويقول:(وهاك بعض مناظر لمنازل اليهود المحروقة التي دمرناها هي وساكنيها مع أننا لا نملك سلاحاً؛ لأن السلاح في مستعمراتنا ممنوع، وإذا اكتشف أحد من السلطة أن لدى أحدنا مسدساً يأخذه مباشرة ليقضي في السجن بعض السنين، وعندما نشبت الحرب في فلسطين، أضربنا وكان ذلك في يوم الأربعاء ٢٠ ديسمبر سنة ١٩٤٨ وقمنا بمظاهرات إلى حارة اليهود - عليهم اللعنة - وعندما شاهدونا في هذه المظاهرة أغلقوا منازلهم وجلسوا في منافذهم مستعدين للقتال، مع أنه من المسموح لهم أن يحملوا السلاح، ونحن العدنيين ليس لدينا سوى عصيان الكشافة، وعندما ظهرنا في أول سكة من سكك اليهود وهي بالقرب من سكة شركة الطيران رميت القوارير فوق رؤوسنا، وأصيب منا اثنان، وعلى هذا دارت الدائرة عليهم، وأخذنا كمية من البترول وأحرقنا جميع سياراتهم الفخمة، وكان ذلك بالمساء، أما في الصباح فقد خرجنا أيضاً في مظاهرات أخرى وقد خرج إلينا الجنود البريطانيون بأسلحتهم ومصفحاتهم على أهبة الاستعداد لتدميرنا، فلم نبال بشيء من هذا كله ومضينا وعندما مررنا بسكة من سكك اليهود لاحظنا الجند الإنكليز، ولكن يهودياً من فوق نافذته أخذ غدارته أطلق ثلاث رصاصات على ضابط بريطاني فقضى عليه، ومن ثم سمح الإنكليز لنا بالهجوم، وكان النصر حليف العدنيين تلك الثلة العربية الموفقة. . .)
المحميات على لسان الجفري:
أسدل ستار من التمويه والخطأ على (المحميات) وتسميتها ووجودها، لذا رأيت أن أورد في هذه الأحاديث نص ما ذكره السيد الجفري مستشار عظمة سلطان لحج عنها في مذكرة سلطنة لحج التي قدمت إلى الوزارة المصرية في ١٨ فبراير سنة ١٩٤٨: (تقع مملكة اليمن في الركن الجنوبي من جزيرة العرب، وإلى الجنوب منها تقع محمية عدن، وسلطنة