لحج وسلطنة حضرموت إلى إمارات أخرى اشتهرت على ألسنة بعض الكتاب منذ عهد غير بعيد باسم (المحميات) وهي تسمية لا تطابق الوضع السياسي الصحيح لتلك البلاد التي يتمتع كثير منها بنوع من الاستقلال والحرية.
وقد كان لهذه التسمية الخاطئة أسباب ودوافع، بل أغراض ومطامع؛ فلاشك أنه مما يسر بريطانيا أن تمنح ما ليس لها بحق حين يقال إن هذه المحميات تابعة لها خاضعة لسلطانها، فذلك كسب استعماري كبير تطمع أن تناله، كما أن بعض الذين يحاولون توجيه السياسة اليمنية يرجون من وراء هذه التسمية أن يقع في وهم العرب أن تلك السلطنات أو الإمارات المستقلة في جنوب شبه الجزيرة هي أجزاء من مملكة اليمن اقتطعها الاستعمار عن وطنها الأم ليفرض عليها سيادته، وسلطانه ومن الحق والواجب أن تعود إلى أحضان اليمن كما كانت.
وقد وقر هذا المعنى الخاطئ في نفوس كثير من الناس، وساعد على استقراره انعزال هذه السلطنات أو الإمارات في ركنها الجنوبي منطوية على نفسها لا تحاول دعاية في بلاد العرب ولا في غير بلاد العرب.
على أن بعض الدعايات المعادية قد نشطت منذ قريب لتشويه الوضع السياسي لسلطنة الجنوب تحقيقاً لبعض ما أشرنا إليه من الأغراض والمطامع، بدأ ذلك جلياً حين تقدمت سلطنة لحج وإلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية طالبة قبولها عضواً في الجامعة، أو تمثيلها في بعض لجانها الثقافية، فقد بدر يومئذ صوت معارض يزعم أن سلطنة لحج (محمية) لا يسوغ لها الانضمام إلى الجامعة، وأنها ليست إلا جزءاً متقطعاً من بلاد اليمن لا يسوغ أن يكون له ممثلون في الجامعة).