أنهما كانا يقومان بالكتابة الإنشائية والواقع أنهما لم يزاولا الكتابة قط، إنما هو لقب منح لكل منهما.
وقد تمتع الليثي بجاه كبير في عهد الخديوي إسماعيل. فكان الناس يلجئون إليه متوسلين به ومتشفعين في قضاء الحاجات. وظل الشاعر محتفظاً بمكانته في أيام الخديوي توفيق. وكان قد انضم إلى الحركة العرابية فلما قضي عليها نظم قصيدة تبرأ فيها من تهمة العصيان فعفا عنه الخديوي وزاده قرباً منه.
ولما بنى الخديوي توفيق قصره في حلوان كان ينتقل إلى ضيعة الليثي بشرق اطفيح ويقيم عنده يوماً. ولهذا اعتنى الليثي بضيعته فشيد فيها قصراً وغرس الحدائق والكروم.
ولما تولى الخديوي عباس أعرض عن الليثي، ولا عجب في ذلك. فقد كان صاحبنا في العقد السابع من عمره على حين كان الخديوي في الثامنة عشرة. ثم إن عصر الليثي كان قد انتهى فأقام في ضيعته وكان كثير من الأدباء يزورونه هناك أو في داره بباب اللوق فيكرم مثواهم ويحسن لقاءهم. وبقي على ذلك حتى مات في عام ١٨٩٦.
شعره
لا يوجد بين أيدينا ديوان الليثي. ولا نعرف أنه قال شعراً قبل عصر إسماعيل. وقد اعتمدت في حديثي عن شعره على ما نشر في الوقائع المصرية. وتنبعث شاعريته في عهدي إسماعيل، وتوفيق.
قال يمدح الخديوي إسماعيل:
أنعم بطيب ليال لحن كالغرر ... في جبهة الدهر تسمو عن سنا القمر
بها تزف الأماني في مواكبها ... لكل راج ويرعاها أخو السمر
علا بها الدهر شأناً وهي تتحفه ... بحلية المجد حتى فاز بالوطر
قد قلدت كل جيد من بدائعها ... وأنعمت بمراد السمع والبصر
كأنها والليالي الغر سالفة ... ليلات قدر توافينا على قدر
وقفت أمام هذه الأبيات وحاولت أن أستكشف ما حوته من المعاني فلم أظفر بشيء. واجتهدت في إخراج الصورة الشعرية التي تخيلها الرجل حينما نظم هذه القصيدة فلم أخرج بصورة ولا شبه صورة. ليال لحن كالغرر بها تزف الأماني لكل راج. وما معنى