للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يكون تقاعد الأزهريين عن التفكير في إصلاح الأزهر إنما هو ثمرة لتلك الحياة الطويلة التي قضاها كل واحد منهم في الأزهر.

ولا أدل على ذلك من أن معظمهم يعلم أولاده في المدارس لماذا؟ لأنه ذاق الأمرين في الأزهر. فلا ينبغي أن يتعثر الولد بدوره في حياة مظلمة لا يعرف لها نهاية.

وبعد، فإن مما يؤسف له أن ينتهي بنا الحال إلى هذا الموقف المخجل. ونترك الطلبة تعاني الآلام من تلك الكتب العتيقة. ونشغل بسفاسف الأمور فتتعالى صيحاتنا بأن يكون لمدرسي المعاهد حق التدريس في الكليات. على رسلكم يا سادة فقد أضحكتمونا كثيراً، وشر المصائب ما يضحك.

أزهري عجوز

بيت للفردوسي:

للفردوسي الشاعر الفارسي الذائع الصيت بيت في الشاهنامه يكاد يعتبر من أجمل وأروع أنواع المبالغات الشعرية في الأدب الفارسي إن لم يكن أجملها وأروعها إطلاقاً. . . فهو إذ يصف الخيمة التي ضربت في ساحة المعركة لأحد أبطال روايته وأحسبه (اسفنديار) يقول ما مؤداه:

(إن أعلى الخيمة قد بز القمر في ارتفاعه. . . وإن أسفل الرمح - أي العمود المقام في وسط الخيمة والذي بلغ في علوه رقماً فلكياً كما علمنا - قد اخترق الأرض من أعلاها إلى أسفلها، ثم نفذ من بين قرني الثور مستمراً في طريقه، ولم يكتب له التوقف والاستقرار إلا على ظهر الحوت. . .

والنص الفارسي لهذا البيت الرائع:

فروشد به ماهىء برشد به ماه ... بن نيزو قبسهء باركاه

وقد نقلته إلى العربية فقلت:

أدرك الحوت وجاز القمرا ... أسفل الرمح قباب الخيم

الترجمة حرفية، وكل جزء من بيت الفردوسي يقابله الجزء نفسه في النص العربي. . . نمير أن القول الفصل هنا لأستاذنا المبجل أديب الشرق الكبير الدكتور عبد الوهاب عزام

<<  <  ج:
ص:  >  >>