للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدين مطلقاً، بل أضعنا العمر فيما لا يجدي، ونسينا أن الزمن يسير، وأن الدنيا تدور، وأن العالم يعيش الآن في عصر الذرة، وقطعنا كل صلة لنا بالعالم الخارجي، وصرنا كالذي يقول فيه القائل:

لو قيل كم خمس خمس لاغتدى ... يوماً وليلته يعد ويحسب

ولهذا ولتخلفنا عن الركب نجد أن الشيوخ أنفسهم توجهوا وجهة أخرى غير الأزهر، ونسوا أن الله سيحاسبهم أشد الحساب على هذه الأمانة التي بأيديهم، وعلى الدين الذي أضاعوه، بجمودهم وعصبيتهم العمية.

وثمة ظاهرة أخرى يجب الالتفات إليها، وهي أن قاصدي الأزهر من مختلف الجنسيات، وأن الأجانب يلاقون صعوبة شديدة في فهم العبارات، فينفرون من التعليم ويمقتونه، فإذا ما رجع هؤلاء السفراء إلى بلادهم فلابد أن يكونوا أشد مقتاً وشنآنا. وكم سمعت من كثير منهم كما سمع غيري عبارات الألم، لأنهم يريدون أن ينتفعوا ويفهموا ويتثقفوا، لا أن يصموا ويحفظوا فقط، ولعلهم على حق كبير في هذا؟

أبتاه هل يعود ذلك اليوم الذي أرى الأزهر فيه وقد تبوأ مكانته السامية بين الجامعات، ونشطت فيه الحركة العلمية وآمن به الشيوخ قبل غيرهم، وأمه الأغنياء قبل الفقراء، وأشرق بضيائه على العالم في هذا العصر، كما أشرق بنوره من قبل. . وقت أن كان ولاشيء معه من المدارس أو الجامعات!

معذرة - أيها الأب النبيل - إن أرهقتك بسماع كلمتي هذه، المملة، وأتعبتك قبلاً بالكتابة إلي، عذري أريحتكم الكريمة، التي أبت أن تستولي الحيرة علي والامتحان قد أزف وعطفكم وحنانكم الذي دفعكم إلى الكتابة إلي، فأزحتم عن كاهلي عبئاً ثقيلاً، وهماً طويلاً، وإني لمتدرع بعونه تعالى بالصبر حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.

والسلام عليكم - أبتِ - ورحمة الله

الأقصر

ضياء

إحصاء عن التعليم

<<  <  ج:
ص:  >  >>