التوحيدي في كتابه (الإمتاع والمؤانسة) ثم جاء بعده جمال الدين أبو الحسن القفطي المصري فأورد في (تراجم الحكماء) كلاما طويلا، بل تسجيلا كاملا للحديث الذي جرى عام ٩٨٣ ميلادية بين أبي حيان وبين وزير لصمصام الدولة، الذي خرج منه بنتيجة هي أن زيد بن عارفة تعهد وهو بالبصرة مع جماعة بينها أبو سليمان محمد بن معشر السبتي المعروف بالمقدسي، وأبو الحسن على بن هرون الزنجاني. وأبو احمد القفطي كان أميناً وحذراً في الرواية، فانه لم يخف في كتابه شكة في حقيقة لجماعة فقال:(ولما كتم مصنفوها أسماءهم، اختلف الناس في الذي وضعها. فكل قوم قالوا قولا بطريق الحدس والتخمين،، فقوم قالوا: هي من كلام بعض الأئمة من نسل على بن أبي طالب كرم الله وجهه واختلفوا في اسم الإمام الواضع لها اختلافا لا يثبت له حقيقة. وقال آخرون هي تصنيف بعض متكلمي المعتزلة في العصر الأول). والغريب أن القفطي اعترف بإمكان نسبة الرسائل إلى الأئمة العلويين، كما اعترف بوجود مذاهب أخرى، مع أنه استند كثيرا فيما قال إلى كلام أبي حيان.
ولكن يتبين من كل هذا أن تاريخ إنشاء الرسائل تراوح بين سنة ٣٣٤ و٣٧٣ هجرية وأن مدينة البصرة كانت مركزاً للجماعة. ولكن لو بعدنا عن القفطي لأعوز هذه النتائج كثير من الأدلة والشواهد. ومم يذكر أن الأخوان تحاشوا ذكر اسم البلدة كما لم يذكروا التاريخ.
وهناك رأى في أن هذه الرسائل ألفها مسلمة المجريطي سنة ٣٩٨ هـ لأنه قال في كتاب (رتبة الحكيم) ما يأتي: (وقد قدمنا من التأليف في العلوم الرياضية والأسرار الفلسفية رسائل استوعبناها فيها استيعابا، لم يتقدمنا فيها أحد من عصرنا البتة. وقد شاعت هذه الرسائل فيهم وظهرت إليهم فتنافسوا في النظر إليها وحضوا أهل زمانهم عليها، ولا يعلم من ألف ولا أين ألف غير الحذاق منهم. . .
ونحن لا نستطيع أن نسلم بهذه النظرية؛ فكتاب (رتبة الحكيم) ثابت أنه ليس من تأليف المجريطي، بل هو منسوب إليه فقط فقد اثبت العلماء أن هذا الكتاب ألفه شخص غير المجريطي لا نعرف اسمه بعد قرن من وفاة المجريطي. ومن الجائز أن يكون صاحب كتاب (رتبة الحكيم) يشير إلى رسائل أخرى ألفها على نمط رسائل أخوان الصفا، وعلى كل فلو افترضنا انه من يريد من التأليف رسائل أخوان الصفا فالمجريطي ليس هو