للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

صاحب هذه التأليف.

وهناك رأى أخر وهو ما نادت به الدعوة الفاطمية باليمن وهو ينصب على أن هذه الرسائل ألفها أمام من الأئمة الفاطميين المستورين قبل ظهور المهدي بالمغرب هو أحمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق في أيام الخليفة المأمون العباسي، وأول من قال بهذا الرأي الداعي علي بن محمد الوليد الأنف المتوفى سنة ٦١٣ هـ (١٢١٦) ومن بعده الداعي إدريس عماد الدين المتوفى سنة ٨٧٢ هـ (١٤٦٧م) ولاشك أن هذا الرأي يلقي ضوءاً على الصلة بين الرسائل والحركة الفاطمية الإسماعيلية ولكننا لا نعرف شيئا عن هذا الأمام المستور وليس هناك ذكر لهذه الرسائل، فضلا عن ذكر مؤلفها، في الكتب التي ألفت في أيام الفاطميين في مصر أو في غيرها من البلاد الإسلامية.

ومما يثير شيئا من الدهشة أيضاًأن الرسائل كانت خالية تماما من ذكر الفاطميين مع انتساب هذه الجماعة إلى دعوة أهل بيت النبي؛ ومع أن الدعوة الفاطمية طرف متصل بالدولة الفاطمية التي بدأت في المغرب وتسربت حتى مصر وسوريا فليست هناك شواهد داخلية أو خارجية ترمي إلى إثبات هذه النظرية أو إلى صحة هذه العقيدة إلا أن يقال أن الصلة قوية بين الآراء والتعاليم التي تتضمنها الرسائل وعقائد الإسماعيليين، وإلا أن الرسائل كانت مصطبغة تماماً بالصبغة الإسماعيلية نفسها. وقد وصل إلى هذا الرأي كل المستشرقين أمثال كازانوفا، ودى بور، وجولد تزيهر، وغيرهم. .

هذا وقد وجدت رسائل أخوان الصفا كلها كاملة فيما عدا (الرسالة الجامعة) وتعتبر أهمها، حتى جاء المستشرق الفرنسي كازانوفا في أواخر القرن الماضي، وأعلن عثوره على نسخة خطية منها فريدة، كانت صفحاتها الأولى بما تحمله من تعريف بها مفقودة تالفة، فأخذ يدرسها ويبحثه حتى خرج من البحث إلى أنها (الرسالة الجامعة) وهنا أخذ العلماء يدرسون الرسائل من وجهة أخرى حتى اتجه الفكر أخيراً كما قال الأستاذ عبد اللطيف الطيباوي إلى وجود صلة بين الفلسفة أخوان الصفا من جهة وعقائد الإسماعيلية من جهة أخرى وهناك نسخ خطية من هذه الرسائل توجد في مكتبة ميونيخ في ألمانيا وفي دار الكتب المصرية ومكتبة المغفور له أحمد باشا تيمور وفي خزائن ولي الدعوة الفاطمية باليمن والهند. والغريب أن كل هذه النسخ منسوبة إلى الحكيم مسلمة المجريطي ماعدا النسخ المحفوظة

<<  <  ج:
ص:  >  >>