ونرى الرصافي هنا يعيد هذه الثورة:
أيكون ظل الله تارك حكمه المنصوص في آي الكتاب المنزل؟
أم هل يكون خليفة لرسوله ... من حاد عن سنن النبي المرسل
وقصيدة عنوانها (آل السلطنة) وقد نظمها على اثر المرسوم الذي صدر بزيادة رواتب البيت المالك ومن يمت إليهم بالمصاهرة والقرابة في الوقت الذي كانت تركيا تعاني فيه نقصاً في الخزانة ومن هذه القصيدة:
هم يعدون بالمئات ذكورا ... وإناثا لهم قصور مشاله
أما حياة هؤلاء فإنهم:
يأكلون اللباب من كد قوم ... أعوزتهم سخينة من نخالة
وهم في حيتهم هذه قد:
حملونا من عيشهم كل عبء ... ثم زادوا أصهارهم والكلالة
وهذه الحالة تدعو إلى الألم:
هي منهم دناءة وشنار ... وهي منا حماقة وضلاله
وقصيدة عنوانها (تنبيه النيام) وهي لا تقل ثورة وسخطا على القصائد التي مرت:
عجب لقوم يخضعون لدولة ... يسوسهم بالموبقات عميدها
وأعجب من ذا أنهم يرهبونها ... وأموالها منهم ومنهم جنودها
ولا نريد أن نطيل الأخذ من قصائد الرصافي أيام الاستبداد العثماني فهي كثيرة وكلها على وتيرة واحدة في الحث على النهوض وتحطيم الأصفاد وأغلال العبودية، وفي وصف الظلم الذي كان يقع على العراق وغير العراق من الخلفاء العثمانيين وولاتهم.
والآن ننتقل إلى المرحلة الثانية من شعره السياسي هي مرحلة الدستور. وسنجد الرصافي في هذه المرحلة باسم الثغر مطمئن النفس، هادئ الأعصاب لا جموح ولا ثورة، ولا سخط ولا تذمر لأنه استقبل عهداً جديداً كان يتمناه الأحرار ويعملون من اجله فجاءت الأمنية ناضجة دانية القطوف.
ونحن أن نجتزئ من شعره في هذه المناسبة ما يسمح به البحث وما يكفي في مجال الشاهد. قال في قصيدة عنوانها (بعد الدستور):