سقتنا المعالي في سلافتها صرفا ... وغنت لنا الدنيا تهنئنا عزفا
وزفت لنا الدستور أحرار جيشنا ... فأهلا بما زفت وشكرا لمن زفا
ولاحت لنا حرية العيش عندما ... أماطت لنا الأحرار على وجهها سجفا
وهي قصيدة طويلة يتعرض بها لكامل باشا الصدر الأعظم الذي لم يعط هذه الصدارة حقها واختص بالحكم أنصاره ومعاونيه ونسي البلاد وأهلها حتى اغضب الدستور والأمة فثارت عليه.
نحا أن يتم الدست فيها لحزبه ... علينا وظن الأمر فيما نحا يخفى
لقد اغضب الدستور فعلا ونية ... ومن أعلنوا الدستور الشعب والصحفا
ثم يخاطب الصدر الجديد ومجلس النواب ويذكره بالعراق وما يجري به:
فيا أيها الصدر الجديد اتعظ به ... فإياك أن تطغي وأن تثني العطفا
ويا مجلس النواب سر غير عائر ... إلى المجد لا تلقي كلالا ولا ضعفا
ولا تنس مغبر العراق وأهله ... فإن البلاء الجم من حولنا احتفا
وقصيدة أخرى عنوانها (تموز الحرية) وتموز هو شهر يوليه وفيه كانت عودة الدستور:
إذا انقضى (مارت) فاكسر خلفه الكوزا ... وأجفل بتموز إن أدركت تموزا
أكرم بتموز شهرا إن عاشره ... قد كان للشرق إكراما وتعزيزا
شهر به الناس قد أضحت محررة ... من رق من كان يقفو إثر جنكيزا
ومن المصادفات الجميلة أن شهر تموز كان فيه انتصار الفرنسيين على الحكومة وهدمهم سجن الباستيل، فالرصافي يتحدث عن هذه المصادفة ويقارن بين انتصار الفرنسيين الثوار وبين انتصار الأحرار الدستوريين في تركيا:
سل أهل (باريز) عن تموز تلق لهم ... يوما به كان مشهود لباريزا
كانت لهم فيه لما ثار ثائرهم ... بسالة هدت الباستيل مبزوزا
وأن تموز شهر قام فيه لنا ... على البقاع لواء العز مركوزا
في شهر تموز صادفنا لم وعدت ... بيض الصوارم بالدستور تنجيزا
هي المساواة عمتنا فما تركت ... فضلا لبعض على بعض وتمييزا
ويستمر الرصافي على هذا النسق في مدح تموز حتى يتمنى أن ينظم النجوم ويخلطها