بأقلام من الماس ومداد من الذهب على الأفق الرحيب مدحاً لهذا الشهر المبارك.
وقصيدة (المجلس العمومي) وفيها يشير إلى مجلس النواب التركي الذي كان انعقاده نتيجة للدستور:
يا شراق بشرك أبدى شمسك الفلك ... وزال عنك وعن آفاقك الحلك
أضحى بك القوم أحرار قد اعتصموا ... من النجاة بحبل ليس ينبتك
والقصيدة طويلة يدعو فيها الشاعر إلى نشر العلم والتعليم وتشييد المدارس لأن كل مدرسة تهدم سجنا لمن افسدوا في الأرض أو فتكوا.
ولا نستطيع بهذه المناسبة أن نغفل الإشارة إلى قصيدته: (وقفة عند قصر يلدز) وقد نظمها بعد خلع السلطان عبد الحميد ونفيه إلى سلانيك. وهنا يظهر الشاعر كل ما في نفسه من حنق وغيظ إزاء هذه القصر الذي شهد كثيراً من مصارع الأحرار كما شهد أقصى درجات البذخ والترف:
لمن القصر لا يجيب سؤالي ... آهلات ربوعه أم خوالي؟
مشمخر البناء حيث تراءى ... باليا مجده بللا الأطلال
لم تصبه زلازل الأرض لكن ... قد رمته السماء بالزلزال
ثم يخاطب القصر:
قصر عبد الحميد أنت ولكن ... أين يا قصر أين عرش الجلال
أين خاقانك الذي كان يدعى ... قاسم الرزق باعث الآجال
ويشير إلى فترة الثلاثين سنة التي مرت بين إلغاء الدستور وعودته:
قد تخونتنا ثلاثين عاماً ... جئت فيها لنا بكل محال
تلك أعوام رفعة للأداني ... تلك أعوام حطة للأعالي
وبعد وقفة طويلة إلى جنب القصر يودعه بمثل ما حياه:
فابق يا قصر عانس الوجه كيما ... ينهض العدل ناشطا عن عقال
إنما نحن أمة تدرأ الضيم وتأبى أن تستكين لوالي
ويلاحظ أن الرصافي حين يتحدث بضمير المتكلمين في كل قصائده مما يدل على أن ميله للدستوريين وانحيازه إلى جانبهم لم يكن في حدود الشعور والتفكير فحسب وإنما كان في