للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وإذا المرء كان بالوهم يبنى ... فخيال الظنون ما قد تمثل

وبح قوم سعوا لإدراك أمر ... دون إدراكه الجبال تزلزل

والغير هو عرابي الذي اظهر جهلا عظيما وقصر في نظر الشؤون السياسية. ومعنى البيت تافه. والبيت الثاني جيد المعنى أراد أن يجريه مجرى الحكم. أما معنى البيت الثالث فقد ورد في البيت الأول.

وقال:

ما أصروا عليه إلا اضروا ... بناس من نابه ومغفل

ذاك يسعى على التقية خوفا ... وسواه يسعى لكما يجمل

لو أصابوا الرشاد عند ابتداء ... كانت الغاية الجميلة امثل

ذكر في البيت الأول أن العرابيين بإصرارهم على خطتهم قد الحقوا الضرر بالناس أجمعين. وفي البيت جناس بين (أصروا) و (أضروا) وطباق بين (نابه) و (مغفل). وفي البيت الثاني يذكر أن الذين انضموا إلى العربيين كان منهم متطوعون المؤمنون بما يدعو إليه عرابي وزملاؤه ومنهم المكرهون الذي أرغموا على تأييد تلك فشايعوها رهبة لا رغبة. ومعنى هذا البيت مأخوذ من الواقع لا من الخيال.

وفي البيت الثالث يقول لو أن العرابيين منذ بداية أمرهم وفقوا إلى الصواب لحمدت العاقبة. وهو في هذا يستمد من الواقع ويستوحي القول من الحقيقة المرة التي صمدت الأمة. وفي البيت الأخير نرى روحاً وطنياً سامياً. إذ نظر الشاعر إلى هزيمة العرابيين أمام الإنجليز على أنها معرة لحقت بالأمة في حين أن المشايعين للخديوي والراغبين في التزلف إليه اعتبروا هزيمة الجيش المصري في نصر الله الذي جاءهم والفتح، وراحوا يتغنون بفوز الإنجليز وبنجاح أسطولهم وجيشهم في القضاء على العرابيين.

ثم قال:

آه من رقده الحلوم ودهر ... أيقظتنا صورفه إذ تبدل

كانت الناس في ظلال نعيم ... تجتني من ثمار غصن تهدل

ما لنا لم نقم بجد وتدعو ... من عدا للهدى وننصح من ضل

ما لنا كلنا سوى القل منا ... قد سلكتا سبيل غار مضلل

<<  <  ج:
ص:  >  >>