لعلكم نسيتم ذلك الحياد الذي إلتزمته بعض الدول في الحرب العالمية الأخيرة فكان هتلر يلتهمها الواحدة بعد الأخرى. . إن الأمم المحايدة حبات من الذرة يمر بها الديك فلا يبذل غير نبشة مخلب وانحناءة رأس ليلتقطها. . أما هذا الديك فقد أثبتت الحوادث العالمية وما تزال تثبت أنه ما تكون إلا من تكتل وتضامن.
إن الحياد أيها السادة أصبح تقليدا عتيقا أشبه ما يكون بموظف ترك الخدمة فأصبح ولا عمل له إلا قهوة وطاولة في انتظار الصباح، وجريدة وشيشة في المساء. . فهو يقضيها أيام انتظار بلا أمل. . ويقطعها أمسيات نوم بلا غد. . ولن تصبح مصر أمة على المعاش وشيوخها شيوخها، وشبابها أنتم، ومليكها الفاروق.