للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يسطرون) هو اسم ذلك الحوت! ويورد (محمد عبد العزيز عمر الطالب بمعهد أسيوط) مسائل غريبة من الفقه، منها: مات رجل وترك نصف بنت أو نصف بنت الابن فما نصيب كل من الميراث؟! ومنها: لا يجوز لحيوان البحر أن يتزوج إنسية. . . ومنها: لو وجد الإنسان قشر رمان أو نواة ملقاة على الأرض يجب عليه أن يحتفظ بها وينادي على أصحابها أربعين يوما! وأقول إنه لم يترك أحد نصف بنت، ولن يجرؤ (السيد قشطه) على أن يخطب بنت حارسه في حديقة الحيوان، ولكن الذي ينادي على من فقد قشرة رمان ومن سقطت منه نواة، فانه سيقضي بقية الأربعين يوما وما بعدها في مستشفى المجانين بالعباسية، ما في ذلك شك. وقد ذكر أيضاًفرضا فقهيا مضحكا تمنع الآداب العامة من شره. وجاءت هذه المسائل أيضاًفي رسالة (سلطان بمعهد أسيوط) يستدل (ح. ي. ع بمعهد الإسكندرية) على ما يعي الطالب الصغير من الخلط بين مسائل الفقه والنحو والصرف، والتاريخ بعبارات لا يستطيع إلا حفظها من غير فهم، قال المصنف في المتن (العاقلة أهل الديون) فجاء صاحب الحاشية يقول شارحا: (وهم الجيش الذين كتبت أساميهم في الديوان، وهو جريدة الحساب، وهو معرب، والأصل دوان فأبدل من المضعفين باء للتخفيف ولهذا يرد في الجمع إلى أصله فيقال دواوين ويقال إن عمر رضي الله عنه أول من دون الدواوين في العرب أي رتب الجرائد للعمال كما في المصباح) ثم قال المصنف (يؤخذ ذلك من عطاياهم) فجاء صاحب الحاشية يشرح: (جمع عطاء وهو اسم لما يخرج للجندي من بيت المال في السنة مرة أو مرتين والرزق ما يخرج لهم في كل شهر وقيل يوما بيوم جوهرة لأن إيجابها فيما هو صلة وهو العطاء أولى من إيجابها في أصول أموالهم لأنها أخف وما تحملت العالقة إلا للتخفيف) وإني والله لأعجب أشد العجب، لا من مؤلفي هذه الكتب، فقد كانت تلك مسائلهم، وكان ذلك عصرهم وطابعهم العلمي، ولكن العجب من هؤلاء (المعاصرين) الذين يقولون بأن هذه الكتب تقوي المدارك وتنمي المواهب! لنفرض أن المعجزة وقعت وفهم الطالب الصغير تلك العبارات، فما هو الخير الكثير أو القليل الذي يحصل عليه منها! وكيف يوفق بين ما تدل عليه من أن الذين يتحملون دبة القتيل هم زملاء القائل في الجيش. وبين ما يجري عليه معالي الفريق حيدر باشا في تنظيم الجيش المصري الحديث؟ فهل هذا يقوي المدارك والمواهب أو يحيرها ويحطمها؟ لكم الله أيها

<<  <  ج:
ص:  >  >>