ويعجب (ح. س. ع) أيضاًمن إصرار كتب الصرف على تصغير (قهبلس وشمردل وهبخ وحبنطى) وحق له العجب، فهو إن عرف مدلولات هذه الكلمات فأنه لا يجدها في حياته مكبرة أو مصغرة، ولو نطق بها في خارج الأزهر لسخر منه الناس.
ويقول عبد العزيز محمد قاسم بكلية الشرعية:(إن الطالب في كلية الشرعية يدرس المعاملات ضمن مقرر الفقه، ولا تظن يا سيدي أنه يعرف شيئا مما حدث ويحدث من معاملات في أيامنا، وأقرب مثال لهذا أننا ندرس (الشركة) وكل ما نعرفه أنها تنقسم إلى عنان ووجوده ومفوضة، أما الشركات المساهمة وشركات التأمين وغيرها من الشركات القائمة وهل هذه تحت تلك وما حكم هذه الأنواع في الشريعة الإسلامية، فكل هذا لا نعرف عنه شيئا).
ويعبر (حسين علي ريحان بمعهد الإسكندرية) عن متاعبه في تلك الدراسة بعبارات شاعرية مؤثرة، ويعتب على الأستاذ (دنيا) لأنه (وصف ما يقوي السعال لا ما يزيل الصداع) ويدعو الله أن يسامحه.
وفي الرسائل نقد لاذع للأساتذة والرؤساء، على نحو ما بين الأستاذ (أزهري عجوز) في العدد الماضي من (الرسالة) ويبلغ بعضه حد العنف، ويدل ذلك على روح السخط الشامل، كما يدل على الهوة السحيقة التي تفصل العقلية الجديدة عن العقلية القديمة. وينصف بعضهم الأساتذة الذي تخرجوا حديثا، يقول (م. م. ح بكلية اللغة العربية): (ومع ذلك فهناك طائفة من الأساتذة التي تخرجت حديثا ولم تحرم نفسها من الاغتراف من منهل الثقافة العصرية والعلوم والمعارف الحديثة. هذه الطائفة وإن تكن قليلة جداً في هذا الجيش اللجب إلا أنها يرجى منها الخير وينتظر على يديها الإصلاح لو سلم لها زمام القافلة وشاركت في إدارة الأزهر، ولكن متى يتاح لها ذلك؟ إن كل من يشتم منه رائحة التجديد والإصلاح في الأزهر يقصى إقصاء تماما. . . الخ)
والرسائل على العموم ناطقة بروح التوثب والتطلع إلى مجاراة العصر، وفي كثير منها رغبة حارة في تعلم اللغات الأجنبية. وهي في جملتها تدل على وعي وحسن تقدير للأمور، وفيها شعور بالمدى الواسع بين ما يقضي عليهم به من (النفي العقلي) إلى عصور التأخر