التي ألفت فيها تلك الكتب وبين ما يجدونه من تقدم العصر في العلوم والفنون والآداب، وفيها غير ما أنيت به من الملاحظات السديدة، وهناك رسائل أخرى كثيرة عدا ما أشرت إليه، ويؤسفني أن تحول دون عرض كل ذلك خشية الإطالة.
وبين هذه الرسائل الكثيرة رسالتان من طالبين (مجتهدين) أحدهما (محمد السعيد بكلية الشريعة) وهو يرجع شكوى (ضياء الجائر) إلى قرب الامتحان وإهماله الاستذكار في أثناء العام الدراسي. . . ويقول إن رسالة الأزهر هي المحافظة على هذا القديم والثاني (مأمون يس عبد الملا بمعهد أسيوط) وهو يقول: لا تلوموا العلوم نفسها ولوموا إن استطعتم من زدها تعقيدا عن مشايخنا المدرسين، فذلك قول الحق الذي فيه تمترون) ويقول (فإن أنكرتم بعد هذا قولي وقلم أساطير الأولين اكتتبها، فنقبوا في الوجود عن عباقرة الأدب العربي ثم ارجعوا إلي وهاتوا ما عندكم من علم إن كنتم صادقين، سئلوا العقاد والدكتور طه عميد الأدب والأستاذ أحمد حسن الزيات أمير البيان؛ هل منهم من لم يقرأ كتب الأزهريين، لا، لا تسألوا هذا ولا ذاك فقد حكمتم حكما قديرا، ما أخاله إلا وقرأ كتبكم وزيادة عليها، ألا وهو الأستاذ عباس خضر (هنا ثناء يخجل ذكره تواضعي!) وأنا منتظرون)
حقا - يا سيدي عبد الملا - إن هؤلاء قرءوا كتب الأزهر ومنهم من كان في الأزهر فعلا، ولكنهم ضاقوا بها وكان لهم عراك معها، وقد خلصوا منها إلى الأدب والثقافة العصرية، ولو أنهم ظلوا عاكفين عليها لكانوا كمن ذكرت من المشايخ، ولكن الله سلمهم، فكانوا من المنتجين النافعين، نفعنا الله بآدابهم آمين ذلك كله، وفي نفس بقية.
مناظرة في الحياد والتكتل
أقام الاتحاد العام لجامعة فؤاد الأول يوم الأربعاء الماضي بدار الحكمة مناظرة برئاسة معالي الدكتور محمد صلاح الدين بك وزير الخارجية، موضوعها:(من مصلحة مصر التمسك بسياسة الحياد في الوقت الحاضر) أيد الرأي سعادة الأستاذ فكري اباظه باشا والأستاذ أحمد هيكل والآنسة ثريا الحكيم، وعارضه الأستاذ حسين كامل سليم بك والأستاذ ثروت اباظه والآنسة ثريا الجبالي.
ويخيل إلي أني لمحت (بين السطور) هذه المناظرة معاني قد تكون مقصودة الموضع من موضوعات الساعة، والرئيس وزير الخارجية، والوزارة وزارة شعبية، فهل أريد دس