- هذا هو فرديرك، الرجل الذي ابرق إلينا نبأ حضوره هذا الصباح.
- حسن جداً: وهل. . . سيبقى. . . هنا. . . في بيتنا؟
- هذا ما تدل عليه قرائن الأمور الآن. أو هذا ما يراه هو نفسه على الأقل.
كنا واقفين في فناء الدار، فأطل فرديرك برأسه من النافذة:
- أريد صابوناً فحقيبتي الكبيرة لم تصل.
التفت إلي زوجتي وقلت:
- مرتا! احضري له قطعة من الصابون سريعاً.
ولكن مرتا لم تحفل بكلامي بل ولت بوجهها شطر غرفة النوم، وذراعاها إلى الأعلى ثم ألقت هناك بنفسها على السرير.
كان هذا ديدنها في حالات الغضب والهياج. . .
فاضطررت إلى أن أحضر الصابون بنفسي
- كان فرديرك وقد خلع عنه سترته منهمكا في تنظيف ثيابه إصلاح شأنه، وعندما رآني مقبلا عليه ابتدرني قائلا:
- لم كان سعيدا في حياتي الآونة الأخيرة كما قد تظن. لقد هزتني (ألما) هزة عنيفة وهدت من كياني.
- أعرف ذلك تماماً. . .
وهنا أخذت اسأل نفسي. . . من هي (ألما) هذه يا ترى؟
أمتزوج هذا الرجل أم هو يحدثني عن خطيبته فحسب؟. . .
- النساء هكذا شأنهن دائماً
- أجل!. . . أنهن هكذا دائماً
- آلك ما تشكو منه؟. . .
- ليس كثيراً!. وأما الآن فليبس لدي ما أشكو منه إطلاقاً
- ألما، تقوم برحلة الآن
- هيه، هذا حسن
- نعم نعم إنها هي التي طلبت ذلك.