(ألما) قد عادت من رحلتها وأظنكم تفهمون معنى ما أقول.
- نعم! نعم! أفهم ذلك حق الفهم - ولكنني أيضاًآسف أشد الأسف على فراقك أيها الصديق العزيز. لقد قضينا معا أياماً سعيدة. هل لك أن تعدنا بالعودة إلينا ثانية؟
أجاب فرديرك
هذا محتمل! ربما!
وعندما سمعت زوجتي نبأ اعتزام فرديرك العودة، وإن (ألما) كانت هي السبب في ذلك قالت والتأثر باد على صوتها:
- إن (ألما) هذه لشريرة مستهترة!
وفي صباح اليوم التالي شيعنا فرديرك إلى الباخرة، ولم يتأخر أي واحد منا في النوم برغم أن الوقت كان مبكراً جداً.
صعد فرديرك إلى سطح الباخرة، وعندما دنا موعد الرحيل ظل يلوح لنا بمنديله الأبيض إلى أن ابتعدت السفينة وتوارت عن الأنظار.
قفلنا راجعين إلى البيت واجمين وكأن على رؤوسنا الطير، وعندما وصلنا باب سور الحديقة توقفنا عن المسير لحظة. فابتدرت زوجتي قائلة:
- قل لي بربك من كان هذا الرجل؟.
- لا أعلم.
كنا قد أحببناه دون أن يعرف أحدنا الآخر. وعندما فراقنا خيل إلي أنني قد فقدت شيئاً ثميناً جداً وأحسست بالفراغ يحيط بي من كل صوب.
وفي غرفتي وجدت على المنضدة خطاباً فاختطفته في مثل سرعة البرق وتلوثه وأنا أكاد التهم ما فيه التهاما. ثم أعدت تلاوته من جديد وأنا مطرق ساهم غارق في لجة من التأمل العميق.
وإليك ما جاء فيه:
سيدي الأديب!
بينما أنا جالس ذات يوم مع زمرة من الأصدقاء في أحد الأماكن نتحدث عن أحسن مكان أستطيع أن اقضي فيه عطلتي الأسبوعية إذ ذكر أحدهم اسمكم وأثنى على جمال البقعة