للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأبيات لرجل قال: (أحسبه نميمياً) ولم يسمه، فزاد بعضهم قولهم (هو الفرزدق) وعلق عليه المرحوم الشيخ المرصفي بقوله:

يرثي صديقه ونديمة عطية بن جمال. . وأرى أن المعاني في الأبيات الثلاثة ليست مما يقصدها أبو فراس في رثائه فإنه لا يقر بوهن أو هوان، ولا يعترف بخنوع أو ضعف، أو إن مات أكرم الناس وأحدبهم عليه، فهو قوي جلد حتى في رثائه، عزيز أبي حتى في أحزانه، منيع صليب حتى في مصائبه، وأسمع قوله في رثاء أولاده وبنيه (وموت الولد يوهي القوى ويفت في العضد ويقرح القلب والكبد):

فلا تحسبا أني تضعضع جانبي ... لفقد امرئ لو كان غير تضعضعا

بني بأعلام الجزيرة صرعوا ... وكل امرئ يوماً سيأخذ مضجعا

لعمري لقد أبقى لي الدهر صخرة ... يُرادًي بيّ الباغي ولم أك أضرعا

ويقول لزوجه (نورا) من قصيدة في رثاء ابنين له منها:

فما ابناك إلا ابن من الناس فاصبري ... فلن يرجع الموتى حنينُ المآتم

والبغدادي صاحب (خزانة الأدب) لم يتعرض لضبط حكيم وإنما ضبط اسم (معية) مع وضوحه

والحكيم بن معية هذا أبن شاعر راجز كأبيه اسمه عمر ذكره المرزباني فالمعجم ونسب له البيتين:

خليلي أمسى حب حرقاء عامدي ... وفي القلب منه وقدة وصدوع

ولو جاورتنا العام خرقاء لم نُبل ... على جدْ بنا أَلا يصوب ربيع

وفي كتاب (الصناعتين) في باب المبالغة ص٢٩٠، قال: ومن جيد المبالغة قول عمرو بن (حاتم): خليلي أمسى حب خرقاء. . . البيتين ثم قال: قوله: على جدينا) مبالغة جيدة، وكلمة (حاتم) في الصناعتين مصحفة عن اسم (حكيم) وربما ذكر هذان البيتان ضمن قصيدة عينية روى بعضها أبو على القالي في الأمالي ص ٣ ج١ ثم يختلف في نسبتها إلى عمرو بن حكيم أو إلى أبيه أو إلى قيس بن ذريح، ونسبها القالي في ص ٦٠ ج٢ للضحاك بن عمارة، والحق أن هذه القصيدة مزج فيها أبيات لهؤلاء الشعراء اتفقت في البحر والقافية والروى، وأكثر أبيات القالي تنسب إلى الضحاك بن خفاجة العقيلي

<<  <  ج:
ص:  >  >>