أتكذب في البكاء وأنت خلو ... قديماً ما جسرت على الذنوب
قميصك والدموع تجول فيه ... وقلبك ليس بالقلب الكئيب
نظير قميص يوسف حين جاءوا ... على لبانه بدم كذوب
فقلت لها فداك أبي وأمي ... رجمت بسوء ظنك في الغيوب
أما والله لو فتشت قلبي ... لسرك بالعويل وبالنحيب
دموع العاشقين إذا تلاقواْ ... بظهر الغيب ألسنة القلوب
ومن جيد شعره قصيدة يمدح بها ممدوحه عقبة بن جعفر، ولم أجدها مجموعة في كتاب فبذلت جهداً في لم شعثها وجمع ما تفرّق منها حتى اجتمع لي منها ٢٥ بيتاً التقطتها منثورة من جملة مراجع منسوباً بعضها لأعرابي، ومهملا بعضها عن النسب (ومن هذه المراجع كتاب الصناعتين وأمالي ابن الشجري، وشرح الأمالي، وشرح المقامات وعيون الأحبار، ونكت الهميان للصفدي وغيرها: ومطلعها
لا تنكري صدىً ولا إعراضي ... ليس المقلُ عن الزمان يراضي
شيئان لا تصبو النساء أليهما ... حلي المشيب وحلة الأنفاض
حسر المشيب قناعة عن رأسه ... فرمينه بالصد والإعراض
ولربما جعلت محاسن وجهه ... لجفونها غرضاً من الأغراض
. . . ولقد أقول الشيبة أبصرتها ... في مفرقي فمنحتها إعراضي:
عني إليك فلست منتهياً ولو ... عممت منك مفارقي ببياض
هل لي سوى عشرين عاماً قد مضت ... مع ستة في أثرهن مواضي
ولقلما أرتاع منك وإنني=فيما هويت وإن ورعت لماضي
فعليك ما استطعت الظهور كلمتي ... وعليَّ أن ألقاك بالمفراض
ومنها يذكر المطايا التي حملته وحملت قاصدي ممدوحه:
كل الوجبتين لحومها ولحومهم ... فأتوْك أنقاضا على انقاض
ولقد أتتك على الزمان سوا خطا ... ورجعنا عنك وهن عنه رواضي
أن الأمان من الزمان وريبه ... يا عقبى شطَّا بحرك الفياض
بحر يلوذ المعتفون بسيله ... فعْم الجداول مترع الأحواض