لأبي محمد المؤمل راحتا ... ملك إلى أعلى العلا نهاض
فيد تدفق بالغنى لصديقه ... ويدٌ على العداء سم قاض
هذا ولأبي الشيص أبن اسمه عبد الله (ذكره الخطيب البغدادي) كان من شعراء بغداد، وروي عنه بعض شعره عمرو بن بحر الجاحظ وغيره، وكان مولعاً يهجو أبي سعد المخزومي الشاعر (واسمه عيسى ابن خالد بن الوليد من ولد الحرث بن هشام المخزومي). ورثى محمد الجواد بن علي بن موسى الرضا المتوفى سنة ٢٢٠ ورثى أبا تمام حبيب بن أوس المتوفى سنة ٢٣١
وعم أبي الشيص علي بن رزين والد دعبل شاعر مقل ذكره المرزباني ومن شعره قوله:
خليلي ماذا أرتجي من غد امرئ ... طوى الكشح عني اليوم وهو مكين
وإن أمراً قد ظن منه بمنطق ... يسد به فقر امرئ لضمين
وقوله: أقول لما رأيت الموت يطلبني ... يا ليتني درهم في كيس مياح
فيا له درهماً طالت صيانته ... لا هالك ضيعة يوماً ولا ضاح
(مياح) اسم رجل يهجوه ويرميه بالشح.
(٦) في ص٦٠٠ سطر ٩: أنشدني علي بن عبد الله للفضل ابن العباس اللهبي هكذا ضبط (اللهبي) بكسر اللام وسكون الهاء نسبة إلى لهب، والصواب أنه (اللهبي) بفتح اللام والهاء نسبة إلى أبي لهب، (كما هو القاعدة في النسب إلى المركب الإضافي المبدوء بابن أو أب كالبكري نسبة إلى أبي بكر) يريد الفضل بن العباس ابن عتبة ابن أبي لهب (واسمه عبد العزى) بن عبد المطلب بن هاشم أحد أعمامه صلى الله عليه وسلم. وكان الفضل هذا أحد شعراء بني هاشم المذكورين وفصحائهم المشهورين. أسلم جده عتبة يوم الفتح وشهد يوم حنين والطائف، وهو هاشمي الأبوين، وأمه آمنة بنت العباس بن عبد المطلب عمه صلى الله عليه وسلم، والفضل هو قائل الأبيات المشهورة التي أولها
مهلاً بني عمنا مهلاً موالينا ... لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا
يريد ببني عمه بني أمية بن بد شمس بن عبد مناف كما في الحماسة والكامل للمبرد وغيرهما. ولقد اتصل الفضل بعبد الملك بن مروان وابن الوليد ومدحهما. وله ترجمة في الأغاني وفي أول الجزء الخامس عشر.