للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

واضحا، لدرجة أن الله هو الخير الأسمى لانه اكمل الموجودات حيث لا شبيه له في هذا) ثم هو كذلك يبعد معنى الخير الأسمى عن المعنى الأفلاطوني أي المثل الأعلى والمعيار الثابت للعمل الإنساني. . . وعندما نراعي فكرة الخير لاستخدام قاعدة لاعمالنا فإنا نأخذها على أنها الكمال التام).

ويفرق أيضا بين السعادة والنعيم المقيم حظ سعيد قد لا يكون من فعلنا، أما النعيم المقيم فهو نتيجة الحكمة، وهو يقوم على السرور. وليست المسرات على درجة واحدة من القيمة، فالسرور كعلاقة ونتيجة للكمال يجب تقديره بحسب ماله من سبب. وبحسب هذا تعدل مسرات الإنسان المركب من جسم وروح لان مسرات الانفعالات معرضة للظهور مقدما أعظم مما سوف لا تؤول إلية. ولهذا فهي تخدعنا. والمسرات عامة تعطينا من الارتياح أكثر من حقيقتها أي هي متعلقة بالكمال الحقيقي، و (لنعرف تماما كيف يمكن لكل شيء أن يعين على ارتياحنا يجب اعتبار الأسباب التي تنتجها)

هناك نوعان من اللذة: فمنها ما يتعلق بالنفس وحدها. ومنها ما يتعلق بالإنسان أي النفس من حيث اتصالها بالبدن، وهذه الأخيرة تظهر غالبا اكثر مما هي عليه، وقبل حيازتها يكون الأصل في جميع الشرور وجميع الأخطاء في الحياة. وبمقتضى العقل يجب أن تقاس كل لذة بمقدار الكمال الذي ينتجها. وإنه لكذلك حين نقيس تلك التي أسبابها معروفة لدينا معرفة واضحة. وغالبا ما يجعلنا الانفعال نعتقد بعض الأشياء الحسنة والمرغوبة. وإن لم تكن هي كذلك. على أننا إذا أصبنا كثير من الألم وفقدنا فرصة الحصول على خيرات أكثر تحققا فا المتعر تعرفنا الأخطاء. ومن هنا تأتي العوامل الداخلية كالحسرة والندم، ولهذا كانت مهمة العقل امتحان القيمة الصحيحة لجميع الخيرات التي يبدو أن الحصول عليها يعتمد بشكل ما على تصرفنا لكيلا نحتاج أبدا إلى استعمال جميع غاياتنا إلى محاولة أن نتابع تلك المرغوب فيها أكثر من غيرها.

فالنعيم المقيم يؤدي إلى اللذة، ولمعالجتها يجب معرفة كيف تتميز هذه اللذات، ولما كنا لا نستطيع القول ضمنا بأن النعيم المقيم ليس هو الخير الأسمى فانه ليس إلا نتيجة له والنعيم المقيم بعبارة أخرى هو الاتجاه الذي يحتم علينا أن نتبع الخير الأسمى الذي هو الوسيلة لهذه الغاية العليا. وهكذا نرى كيف يتميز ويرتبط كل من السعادة والخير الأسمى.

<<  <  ج:
ص:  >  >>