ويرتبط تأثيرهم بالنواحي الدينية والروحية. وتعتبر المسيحية أكثر الأديان تبشيرا. ويقال إن السبب في إرسال المبشرين هو القضاء على الوثنية ونشر المسيحية. والذي يحدث في الواقع محاولة احتلال الحضارة الأوربية الجديدة محل الحضار الأصلية البدائية. فيعقب وصول المبشرين تغيرات في الملبس والمسكن والعادات والتقاليد واللغة، ذلك لأن المبشر يعمل على تعليم الناس لغة قومه قراءة وكتابة. وينظر الأهالي إلى المبشرين أول الأمر على أنهم إنما يأتون أعمالا غير شرعية، لكنه سرعان ما ينبذ التقاليد القديمة وينشر النظم الجديدة التي يعتمد انتشارها اعتمادا كبيرا على مدى تذوق الأهالي لها، وكثير من القبائل في جنوب أفريقيا وجزيرة مدغشقر ونيوزيلند قد تحسنت أحوالها على أيدي المبشرين. ولقد كان الغرب في الشرق منذ زمن بعيد رهبان ومبشرين يعلمون أبناءهم مبادئ العلوم واللغة القومية مع إحدى اللغات الغربية، وجعلوا من بيروت أس حركاتها، يبثون في عول النشء المبادئ التي رأوا فيها مصالح أممهم الدينية. ونقوم الإرساليات الأمريكية بقسط كبير من التبشير الديني.
٢ - التجار
يأتي التجار غالبا في إثر المبشرين. ومع أن التاجر يكون عدوا للمبشر إلا أن الاثنين يعملان معا على نشر الحضارة الجديدة؛ فالمبشر يعمل على محو الوثنية ونشر المسيحية، وأما التاجر فيبيع الكماليات مثل الشاي والسكر والأسلحة للأهالي. على أن البضائع التي تباع للأهالي هي من أحط الأصناف وفي الواقع يلحق التجار كثيرا من الضرر بالسكان، فمثلا حملوا جماعات الإسكيمو على احتساء القهوة وتناول الخبز واستعمال الطباق وتعلقوا بها حتى إنهم اضطروا إلى بيع الجلود التي هم في حاجة أليها - لكي يحصلوا على هذه المواد، فأصبحت الحاجة ماسة إلى الجلود الأمر الذي أدى إلى سوء الأحوال: وفي ساحل الذهب بغرب أفريقيا استطاع التجار أن يحصلوا على الكاكاو - أهم غلات هذا الإقليم - وذلك مقابل إعطائهم الخمور التي ولع بها الزنوج لذلك قال وكادو كوت (إن المسيحية لم تر في التوسع الاوربي عملا مساعدا بل وجدتة معرقلا لها.) وليس من شك في أن الربح من التجارة كان اساس احتكاك الاوربيين بغيرهم. ويحدث عادة انقسام بين الاهالي إزاء